خلال أقل من ست سنوات، انتقلت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي من فكرة تأسيسية أُعلنت بالتزامن مع رؤية السعودية 2030 إلى صوتٍ يمثّل المملكة على أعرق المسارح العالمية، من باريس إلى طوكيو، وصولًا إلى قصر فرساي. ما بين تجربةٍ تعليمية تُخرّج أوائل موسيقيّها في الرياض، وعروض أوركسترالية عالمية عنوانها الانفتاح على الثقافات مع الحفاظ على الجوهر، تتبدّى قصة مشروعٍ يذيب اختلاف الأعمار والخلفيات في تناغمٍ واحد.
حين يُسأل أعضاء الأوركسترا: لماذا الكلاسيك؟ تأتي الإجابة من قلب تجربتهم: مزج وانفتاح وانتقاء ريبيرتوار يليق بالمكان والجمهور دون التفريط بالهوية. يقول أحدهم مفسرًا فلسفة الأداء:
- عازف القانون يزيد الفايدي: "موسيقتنا كلها شموخ وهيبة ووقار، فهي أصلًا بطبيعتها بتوصل هذا الشي… فإحنا بنحاول قد ما نقدر إنا نمسك موسيقتنا الجميلة دي ونحطها في قالب كلاسيكي بسيط بحيث إنه يوصل إلى العالم ويحبوها زي ما نحبها نحن".
لم يكن من السهل وضع الرؤية الموسيقية لهذه التجربة، خاصة وأن هذا الجيل الصاعد من المبدعين وجد نفسه أمام تحدي بناء أوركسترا كلاسيكية متكاملة دون الاستناد إلى تاريخ تجارب سابقة في المملكة في هذا السياق:
- السبورانو ريماز العقبي: "بالطبع، نحن بدأنا بشيء جديد، دعونا نقل بدأناه من الصفر في السعودية. ونحن نحاول بناء أساس قوي حقاً بحيث تكون هناك بيئة مناسبة وصحيحة للموسيقي ليعيش فيها ويعمل فيها بكرامة وفي مهنة مشرّفة وتتيح له بناء مستقبل جيد. وبالطبع، الأمر أصعب بكثير بالنسبة إلى الفتيات. ولكن، الحمد لله، أصبحت جميع الفرص متاحة لنا بحيث نأخذ مكاننا وندلي بأصواتنا بأعلى ما نستطيع وبأعلى درجات من الفخر والاعتزاز".
ورغم تنوع تجارب أعضاء الأوركسترا بين المبتدئين والأكاديميين وأصحاب الخبرات الطويلة، إلا أن ما يجمعهم أكبر من اختلافاتهم: الشغف. وصف المايسترو رئاب أحمد، أحد قادة فريق الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، هذه التجربة قائلاً:
- المايسترو رئاب أحمد: "هذا شرف كبير لي أني أقود أوركسترا تحمل اسم المملكة العربية السعودية… أشوفها بمثابة مسؤولية كبيرة بنوصّل من خلالها رسالة للعالم عن جزء من هويتنا الثقافية."
لكن الجزء الأمتع من لقائنا بأفراد الأوركسترا، كان حين سؤالنا لهم عن العرض الأقرب إلى قلوبهم، من بين عدة محطات عالمية تنقّلوا بينها عبر السنوات، حيث أدّوا أمام جمهور باريس ولندن ونيويورك وميكسيكوسيتي وسيدني وطوكيو والرياض، والمثير للاهتمام، كان مدى اختلاف الإجابات!
حكاية الأوركسترا السعودية نرويها للمرة الأولى في مقابلة غلاف بيلبورد عربية لشهر سبتمبر. تابعوها في الفيديو أعلاه..