من الغناء عبر منصّات التواصل الاجتماعي إلى إصدار أول عمل خاص بها، تشقّ الفنانة رولا قادري طريقها بثقة في الساحة الموسيقية من خلال أغنيتها الجديدة "عتابا" التي حملت توقيعها الكامل كتابةً ولحنًا.
في هذا اللقاء الحصري مع بيلبورد عربية تتحدث رولا عن مشاعرها تجاه هذه الخطوة، وعن التجربة الإنسانية التي استوحت منها كلمات الأغنية، إلى جانب تعاونها مع الموزّع حسام الصعبي، ورؤيتها لهويّتها الموسيقية في المرحلة المقبلة.
بما أنّ الأغنية من كلماتك وألحانك، كيف تصفين إحساسك وأنت تؤدين عملاً يحمل توقيعك بالكامل؟
أشعر بفخر كبير. فكرة أن أكتب وألحّن وأغنّي في الوقت نفسه تمنحني ثقة أكبر بنفسي مع كل تجربة جديدة.
تعاونتِ في التوزيع مع حسام الصعبي، الذي شكّل تعاونًا ناجحًا سابقًا مع محمد شاكر. كيف تمّ هذا التعاون، وما الذي جذبك في أسلوبه الموسيقي؟
حسام فنان وموسيقي عبقري، تجمعني به صداقة تمتدّ لأكثر من عشر سنوات، وهذا يجعلني أثق جداً برأيه.
ذوقه الموسيقي وتوزيعه وصوته أضافوا للأغنية لمسة خاصة. أحب صوته كثيراً حين يغنّي، وأشعر أنه أضاف للأغنية طاقة جميلة. بالنسبة لأعماله مع الفنان فضل شاكر والفنان محمد شاكر، فهي أعمال ناجحة ورائعة. محمد صوته يدخل القلب بلا استئذان، أما الأستاذ فضل فصوته وإحساسه أشبه بدواء يريح كل من يسمعه.
أغنية عتابا رسالة اجتماعية
كيف تودّين أن يتلقّى الجمهور "عتابا"؟ هل كرسالة تعبّر عنك، أم كتعريف لهويّتك الفنية؟
أتمنى أن يستمع الجمهور إلى "عتابا" كرسالة اجتماعية تعبّر عني، وفي الوقت نفسه كجزء من فني.
الناس اعتادوا أن يسمعوني بعدة لهجات وأنماط موسيقية: البوب، الخليجي، العراقي، اللبناني وغيرها. أتمنى أن يحبوها كأغنية صادقة ومليئة بالإحساس.
لماذا اخترتِ هذه الأغنية لتصويرها على طريقة الكليب؟ وما الذي دفعك للانتقال السريع من "كوفر" إلى أغنية خاصة؟ط
الأغنية مليئة بالمشاعر، وتعبّر كثيراً من خلال لغة الجسد. تحمل قصة اجتماعية يعيشها كثير من الناس، لذلك رغبت في تصويرها. في الكليب، هناك مشهد مواجهة بيني وبين حسام، تخيّلت خلاله كم من الأشخاص جلسوا في الموقف ذاته وعاتبوا من يحبّون.
أما بالنسبة للانتقال من الكوفرز إلى أغنية خاصة، فأنا كفنانة يجب أن أقدّم أعمالي الخاصة. الكوفرز قرّبتني من الناس وكسرت الحواجز بيني وبين ذاتي، والآن أنا جاهزة لأغنياتي الخاصة بكل حماس.
من أي مدرسة موسيقية تستمدين إلهامك الأكبر؟ الطرب الأصيل، أم البوب الحديث، أم مزيج بين الاثنين؟
إلهامي الموسيقي مزيج بين الأغاني القديمة والبوب الحديث. أحب الدمج بين المقامات الشرقية والإيقاعات الغربية بأسلوب عصري قريب من القلب. وإذا أردتُ تحديد أكثر، فأنا أنتمي إلى مدرسة الفنان فضل شاكر والفنانة شيرين عبد الوهاب.
ما أبرز ما تعلّمته من تجربتك في غناء أعمال لفنانين آخرين قبل أن تكتبي وتلحّني أغنيتك الخاصة؟
تعلّمت أنني أستطيع أن أقدّم أي أغنية بطريقتي الخاصة، فأجعل الناس يحبّونها أكثر، وأحياناً "ينغرِموا" بها كما أقول مازحة (تضحك). كما علّمتني هذه التجربة اكتشاف نفسي موسيقيًا ومعرفة مدى إحساسي وصوتي بشكل أعمق.
بعد "عتابا" كيف ترين ملامح هويّتك الفنية؟ وما الخطوة التالية التي تحلمين بها؟
الهوية الموسيقية ضرورية لكل فنان. غنيت لهجات وأنماطاً كثيرة، وكل أغنية قدّمتها كانت مختلفة عن الأخرى. أشعر أن كوني فنانة تكتب وتلحن وتعزف يجعلني أبحث عن صوت وهوية خاصة بي. صوتي يناسب أنماطاً متعددة، وأغني دائماً ما أشعر به. أما بعد "عتابا" فلم أقرر بعد، لكنني أريد أن أستمتع بهذه المرحلة، خاصة أن لديّ عدة أعمال جاهزة، وجميعها من روحي، لذا سيكون الاختيار سهلاً وجميلاً.