في عيد ميلاد مايلي سايرس، الذي يصادف 23 نوفمبر، تعود إلى الواجهة واحدة من أكثر الرحلات جرأة في تاريخ البوب الحديث: التحوّل الجذري في أسلوب وإطلالة نجمة بدأت طفلةً تحت مظلّة ديزني، وانتهت رمزًا للتحرّر وكسر القواعد.
بين ملامح البراءة في بداياتها، والتمرّد الصاخب الذي طبَع عقدًا كاملًا من مسيرتها، ثم النبرة الناضجة التي تحملها موسيقاها اليوم… تقدّم مايلي قصة فنانة تعيد ابتكار نفسها باستمرار من خلال موسيقاها وخياراتها في الموضة والأزياء.
لكن كيف تطورت إطلالات مايلي لتعبر عن هذا التحول؟
البدايات: حقبة البراءة في زمن "هانا مونتانا"
قبل أن تصبح مايلي رمزاً للتمرّد، قدّمت نفسها للجمهور بصورة الفتاة الهادئة ذات البريق الطفولي. إطلالاتها في تلك المرحلة كانت مزيجاً واضحاً من الـPop Youth: جينزات مطرّزة، طبقات خفيفة، فساتين ملوّنة، ولمسة عفوية تحاكي نجومية مراهقة داخل إطار ديزني. هنا، كانت الموضة جزءاً من شخصية درامية بسيطة أكثر منها بياناً ذاتياً.
بداية التمرّد والبحث عن الهوية
مع دخولها مرحلة Can’t Be Tamed عام 2010، بدأت علامات الانفصال عن صورة "الفتاة المثالية". اعتمدت مايلي الجلد، الشفافية، القصّات الحادّة والمكياج الداكن... اختيارات تشير إلى فنانة تسعى لفرض استقلالها. كانت هذه الخطوات الأولى في مسيرتها نحو بناء هوية بصرية خاصة تتحدّى التوقّعات.
التغيّر الصادم مع Bangerz
عام 2013 أطلقت مايلي ألبومها الرابع Bangerz وهو المحطّة التي شكّلت نقطة التحوّل البارزة. لم تعد تغيّر أزياءها فحسب، بل اعتمدت قصّات شعر حادة، Bodysuits جريئة، نيون صاخب، ولمسات تحمل طابعاً استعراضياً صادماً. أصبحت الموضة هنا مساحة للاحتجاج والتمرّد ولخلق إطلالات تتحوّل فوراً إلى حديث العالم.
Younger Now: عودة هادئة إلى الجذور
بعد سنوات من الصخب، أعادت مايلي ضبط إيقاعها مع ألبوم Younger Now الذي أطلقته عام 2017. ظهرت بإطلالات أكثر نعومة ونضجاً، تستلهم من جذورها الريفية مع لمسات Vintage Glam: شعر أطول، ألوان أكثر رصانة، وتفاصيل بسيطة تخفي خلفها مرحلة من المصالحة الداخلية. ومع ذلك، بقيت جرأتها حاضرة ولكن بنبرة أكثر هدوءاً.
Plastic Hearts: توقيع روك يشبه شخصيتها
مع صدورPlastic Hearts عام 2020، دخلت مايلي مرحلة جديدة جمعت بين الروك الكلاسيكي والحداثة. قصّة الـMullet الشهيرة، الجلد الأسود، السلاسل المعدنية، والسموكي دراماتيك… عناصر صاغت شخصية بصرية قوية تستحضر أيقونات الروك من السبعينيات والثمانينيات بلمسة عصرية.
نقلة نوعية في Something Beautiful
في Something Beautiful عام 2025، تخوض مايلي سايرس مغامرة بصرية جديدة تُعيد تعريف العلاقة بين الموسيقى والموضة. فالألبوم لا يأتي كمجموعة أغنيات فقط، بل كعمل سينمائي موازٍ تُكمله إطلالات مدروسة وصادمة في جمالها.
مرحلة الأرشيف والترف المعاصر
في الفترة الأخيرة، اتجهت مايلي نحو الأزياء الأرشيفية الراقية، لتظهر بقطع فريدة من حقب مختلفة أعادت تقديمها بأسلوب معاصر. هذا التحوّل يعكس نضجاً واضحاً في خياراتها، وفهماً لدور الموضة في صياغة قصّة مرئية موازية لكل ألبوم وظهور، تثبت من خلالها أنها فنانة لا تتوقّف عن إعادة ابتكار نفسها. تتغيّر ملامحها وتتجدّد خياراتها، لكن جرأتها تبقى العلامة التي لا تفارق حضورها.






