فرقة الكي-بوب بي تي إس تستعد لعودة فنية بمليار دولار

العودة المنتظرة منذ وقت طويل لفرقة الكي-بوب بي تي إس قد تمنح شركة هايب (HYBE) دفعة مالية هائلة في عام 2026. فمع استعداد الفرقة لعودتها بعد توقف دام ثلاث سنوات، تُقدّر Billboard أن ألبوماً جديداً وجولة عالمية لـ بي تي إس قد يحققان أكثر من مليار دولار من الإيرادات خلال فترة اثني عشر شهراً، تشمل مبيعات الحفلات والبضائع والترخيص والألبومات والبث.

الفرقة التي كسرت الحواجز وجلبت الكي-بوب إلى الجماهير الغربية للمرة الأولى، وتصدرت Billboard Hot 100 بأغنية Dynamite عام 2020، توقفت عن النشاط منذ عام 2022، حيث أدى أعضاؤها خدمتهم العسكرية الإلزامية، وأطلق بعضهم مشاريعهم المنفردة الناجحة. وفي الأول من يوليو، اجتمع أعضاء بي تي إس مجدداً لأول مرة وأعلنوا عن نيتهم إصدار ألبوم جديد في ربيع عام 2026. وجاءت تفاصيل إضافية يوم الخميس (16 أكتوبر)، حين قال العضو آر إم لجمهور الفرقة: “ترقبوا أواخر مارس”، موضحاً أن الفريق يحتاج إلى التحضير للألبوم وتصوير الصور والفيديو الموسيقي.

ستكون الجولة العالمية المنتظرة للفرقة العنصر الأكبر في عودتها. ووفقاً للمحلل المالي كيم هيون-يونغ من هيونداي موتور سيكيوريتيز، فمن المتوقع أن تشمل جولة العودة نحو 65 حفلاً بمتوسط حضور يبلغ 60 ألف متفرج في كل منها. عادة ما تكون جولات الكي-بوب أقصر، إلا أن جولة Love Yourself World Tour بين عامي 2018 و2019 تضمنت 62 عرضاً في 14 دولة جمعت بين الملاعب والصالات الكبرى. وبما أن شعبية الفرقة اليوم أكبر من أي وقت مضى، فمن المرجح أن تكون السعات الاستيعابية للمواقع أكبر هذه المرة. ومع الشعبية العالمية الهائلة وغياب الفرقة الطويل، يبدو أن هايب لا ترغب في ترك أي فرصة ضائعة لتحقيق أقصى الإيرادات الممكنة.

ستستفيد جولة بي تي إس في عام 2026 من استمرار ارتفاع أسعار التذاكر إضافة إلى الحماس القوي من جمهورها العالمي. فبحسب بيانات Billboard Boxscore، ارتفعت أسعار أفضل عشر حفلات في الملاعب إلى 150.94 دولاراً في أمريكا الشمالية، و121.12 دولاراً في أوروبا، و110.57 دولاراً في بقية أنحاء العالم خلال عام 2024. وبين عامي 2022 و2024، زادت الأسعار بمعدل سنوي بلغ 4.1% في أمريكا الشمالية، و9.2% في أوروبا، و13.6% في باقي العالم.

وبالاعتماد على هذه المعدلات، فإن 65 حفلاً موزعة بالتساوي بين المناطق الثلاث، مع متوسط 60 ألف متفرج في كل حفلة وسعر تذكرة متوسط يبلغ 150.29 دولاراً، يمكن أن تنتج عنها 3.9 ملايين تذكرة بعائدات إجمالية تقدّر بـ 664.1 مليون دولار. وللمقارنة، حققت فرقة كولدبلاي أعلى إيرادات جولات عام 2024 بمجموع 401 مليون دولار من بيع 3 ملايين تذكرة خلال 51 حفلاً.

إلى جانب مبيعات تذاكر الحفلات، يمكن أن تُسهم مبيعات البضائع ، سواء في الحفلات أو عبر الإنترنت أو من خلال الترخيص التجاري ، في تحقيق عائدات هائلة. وفقاً لتقرير Fan Spending Report 2025 الصادر عن atVenu، ينفق مشجع الكي-بوب في المتوسط حوالي 50 دولاراً على البضائع أثناء الحفلات، ويقوم نحو 37% من جماهير الكي-بوب بشراء منتجات الفرقة. إلا أن ليس كل المعجبين يحضرون الحفلات، ما يجعل المبيعات الإلكترونية والترخيص التجاري يضيفان جزءاً كبيراً من الإيرادات الإجمالية.

وكشف استبيان Billboard K-Pop Fandom in the U.S. أن 85% من جماهير الكي-بوب يشترون منتجات فنية، بينما حضر 47% منهم حفلاً واحداً على الأقل خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. بناءً على ذلك، فإن حضور 3.9 ملايين شخص لحفلات بي تي إس يعني تحقيق 72.2 مليون دولار من مبيعات البضائع في الحفلات وحدها (إذ يُفترض أن 47% من جمهور الفرقة سيحضرون الحفلات، و37% منهم سيشترون منتجات في الموقع).

ويُشير ذلك إلى أن 68% من جماهير بي تي إس سيشترون منتجاتهم من أماكن أخرى، مثل الإنترنت أو المتاجر المؤقتة. ومع متوسط سعر 50 دولاراً للمنتج، فإن مبيعات البضائع خارج الحفلات قد تصل إلى 280 مليون دولار، ما يرفع إجمالي المبيعات إلى نحو 352.7 مليون دولار.

تُعد مبيعات الألبومات جزءاً محورياً في نموذج أعمال أي فرقة كي-بوب، ومع الطلب الكبير المتوقع على مادة جديدة، من المرجح أن تُحقق بي تي إس مبيعات توازي ألبومها الأخير Proof ، وهو ألبوم أنطولوجيا تضمن ثلاث أغانٍ جديدة بينها Yet to Come ، الذي وصل إلى المرتبة 13 على Billboard Hot 100 وتصدر Billboard Global Excl. U.S..

في كوريا الجنوبية، باع Proof نحو 2.7 مليون نسخة في أسبوعه الأول، وبنهاية عام 2022 بلغت مبيعاته 422 ألف نسخة في الولايات المتحدة وفقاً لبيانات Luminate، و601 ألف نسخة في اليابان بحسب تقرير الأرباح للربع الرابع من هايب. أي أن إجمالي المبيعات العالمية تجاوز 4 ملايين نسخة في عام 2022.

وعليه، من المتوقع أن يحقق الألبوم الجديد مبيعات مماثلة ، حوالي 4 ملايين نسخة بسعر 20 دولاراً لكل منها خلال 12 شهراً ، أي ما يعادل 80 مليون دولار من الإيرادات الإجمالية.

ستكون عائدات البث للأغاني الجديدة مصدراً مربحاً آخر لشركة هايب. ولتقدير أرباح البث، اعتمدت Billboard على تأثير إصدار Proof عام 2022، حيث حققت بي تي إس حينها 9.22 مليارات بث إضافي عالمياً مقارنة بما تحققه حالياً، وفق بيانات Luminate. وإذا وصلت بثوث الفرقة في عام 2026 إلى مستويات 2022، فإن تلك 9.22 مليارات بث إضافية ستولد نحو 33.2 مليون دولار من الإيرادات الرقمية.

عند جمع الأربعة قطاعات الأساسية ، الحفلات، مبيعات الألبومات، البضائع والترخيص، والبث الرقمي ، يصل المجموع إلى 1.05 مليار دولار من الإيرادات المحتملة.

لكن من المؤكد أن الرقم الذي سيُسجَّل فعلياً في بيانات أرباح هايب سيكون أقل من ذلك، لأن مبيعات التذاكر تمثل الإيرادات الإجمالية المدفوعة من الجمهور، لا الأرباح الصافية التي تعود للشركة أو الفرقة. كذلك فإن أرقام مبيعات الألبومات والبضائع تمثل الإنفاق الاستهلاكي الكلي، لا الحصة الصافية للشركة. أما إيرادات البث فهي الأقرب إلى الأرباح الفعلية التي تصل إلى هايب.

مع ذلك، يُتوقع أن تحقق بي تي إس هوامش ربح مرتفعة. ففي عام 2024 سجّلت هايب رقماً قياسياً بإيرادات بلغت 1.6 مليار دولار، لكنها شهدت انخفاضاً بنسبة 40% في الأرباح التشغيلية بسبب التكاليف العالية لإطلاق فنانين جدد وتوسيع قاعدة المواهب لتقليل اعتمادها على بي تي إس. وقد أوضح مسؤولو الشركة أن الهوامش ستتحسن مع عودة الفرقة في 2025، إلا أن البيانات المالية لن تعكس هذا التحسن فعلياً إلا في عام 2026.

رغم أن عودة بي تي إس ستمثل طفرة مالية هائلة، فإن هايب باتت أقل اعتماداً على الفرقة مقارنة بسنوات سابقة. فقد كانت بي تي إس تمثل نحو 95% من إيرادات الشركة في ذروة نجاحها، لكن مع توقف أنشطتها انخفضت النسبة إلى أقل من 20% في عام 2024، بحسب مكالمة الأرباح في 21 فبراير.

خلال السنوات الماضية، استحوذت هايب على شركات مثل Big Machine وQuality Control، وطورت فرقاً شابة مثل إنهايبن (ENHYPEN) وتومورو إكس توغيذر (Tomorrow X Together). كما تعمل على تنويع حضورها العالمي، مثل مشروع HYBE Latin America الذي يطوّر فرقة فتيان جديدة في أميركا اللاتينية.

ومع انطلاق عودة بي تي إس بمليارها المنتظر، من المؤكد أنها ستستعيد حصة أكبر في قلب أعمال هايب.

ترجمة بتصرف من المادة الأصلية التي نشرت للمرة الأولى على موقع Billboard.com