حين نتحدث عن نجمات القرن الحادي والعشرين اللواتي تركن بصمة في صناعة الموسيقى، من البديهي أن يأتي اسم تايلور سويفت إلى الأذهان. أغنياتها التي تصدّرت قوائم بيلبورد، وجولاتها العالمية التي حطّمت الأرقام القياسية، وموهبتها ككاتبة بارعة، كلها عناصر ساهمت في بناء عالم خاص بها.
وكما تشهد موسيقاها تجدّداً مستمراً، يتبدّل أسلوب تايلور في الموضة ليعكس كل مرحلة من مسيرتها الفنّية. من فتاة الريف الحالمة إلى أيقونة البوب الجريئة، خاضت تايلور سويفت تحوّلات لافتة، رافقت فيها كل ألبوم بهويّة بصرية مدروسة تعكس روحه. وخلال جولتها العالميةEras Tour التي اختُتمت في نهاية 2024، جسّدت هذه التحوّلات بوضوح، فخصّصت لكل "عصر" إطلالات مصمّّمة بعناية أعادت من خلالها إحياء أرشيفها الغنيّ.
في هذا التقرير، نرصد أبرز 8 مراحل تطوّر أسلوب تايلور سويفت عبر السنوات.
2006: حقبة الريف الرومانسي
حين أطلقت تايلور سويفت ألبومها الأول عام 2006، كانت لا تزال في السادسة عشرة، تحمل معها براءة الريف وأناقة عفوية بعيدة عن التصنّع والتكلّف. بشعرها الأشقر المموّج، وفساتينها القصيرة المزيّنة بالكشكش، وجزمات الكاوبوي، رسمت صورة الفتاة الأمريكية الحالمة. أسلوب بسيط يعكس بداياتها ككاتبة أغنيات تكتب في غرفتها وتحلم بالنجومية.
2010-2012: الأنوثة الكلاسيكية
مع ألبوم Speak Now الذي أطلقته عام 2010، بدأت ملامح النضج تظهر في خياراتها. ارتدت فساتين طويلة من الترتر والتول، وتخلّت تدريجياً عن إطلالة المراهقة. لكن التحوّل الأكبر جاء مع Red، الألبوم الذي أطلقته عام 2012. اعتمدت أحمر الشفاه الصارخ، القبعة الفيدورا السوداء، والغرّة المستقيمة التي أصبحت رمزاً لحقبتها. كانت إطلالات هذه الفترة ترجمة بصرية دقيقة لكلمات الألبوم الذي امتلأ بالشغف، الحنين، والانكسارات، ومزجت فيها بين الستايل الشبابي والطابع الكلاسيكي الهوليوودي.
2014: ولادة نجمة البوب
في هذا العام أطلقت سويفت ألبوم 1989 وكان بمثابة إعلان عن ولادة نجمة بوب بكل ما للكلمة من معنى. انعكس ذلك في إطلالاتها الجريئة: أطقم الـCo-Ord القصيرة، التنانير العالية، الكروب توب، والألوان الزاهية. لوكات مستوحاة من شوارع نيويورك، جمعت بين الطابع العصري والنوستالجيا لثمانينات القرن الماضي. هي مرحلة تحوّلت فيها تايلور سويفت من مغنيّة إلى رمز لموضة الشارع Street Style، تلتقطها عدسات الباباراتزي في كل زاوية.
2017: روح التمرّد
مع ألبوم Reputation في هذا العام، انقلبت كل المعايير. أصبحت أزياؤها داكنة، جريئة، تعكس روحاً متمرّدة. جمبسوت لامع بتفاصيل على شكل أفعى، جزمة عالية، ديكورات ضخمة على المسرح، وتعبير جسدي صارخ. إطلالات هذه الحقبة كانت بمثابة بيان قوّة صريح: "أنا لم أعد تلك الفتاة البريئة!".
2019: الأنوثة كما يراها القلب
بعد عتمة Reputation، جاء ألبومLover ليحمل معه نسمات وردية ناعمة: لوحة ألوان الباستيل، الأقمشة الشفافة، نقشة القلوب ومكياج وردي ناعمة بلمسة لامعة. ولعلّ إطلالاتها في حفل جوائز MTV VMAs 2019كانت خير تجسيد لهذه المرحلة.
2020: أسلوب الـCottagecore
في ذورة جائحة كورونا وقواعد الحجر التي فُرضت على العالم بأسره، أطلقت تايلور ألبومين، Folklore وEvermore، خرجت فيها عن المعتاد وغلب عليهما الطابع القصصي الشاعري. هذه النقلة النوعية ترجمتها تحوّلاً في أزيائها أيضاً: فساتين قطنية واسعة، نقوش الأزهار الخفيفة، سترات صوفية كبيرة الحجم، وجدائل فضفاضة. هو أسلوب الـcottagecore بكل ما فيه من حنين، وخيار مثالي لفترة الانعزال.
2022: الغموض اللامع
مع Midnights، استعادت تايلور وهج الأضواء ولكن بأسلوب ناضج. فساتين شفافة مرصّعة بالكريستالات، ظلال عيون داكنة مع لمعة زرقاء، وأحذية لامعة تصل حتى الركبة. إطلالتها من حفل MTV VMAs 2022 بفستان أوسكار دي لا رينتا الشفاف والمغطى بالكريستالات اختُزلت فيها كل عناصر هذه المرحلة.
2024: الأكاديميا الأدبية
في أحدث ألبوماتها، The Tortured Poets Department، اختارت تايلور ستايلاً ناعماً أقرب إلى "الأكاديميا الأدبية" أو ما يُعرف بالـ literary academia aesthetic، وهو أسلوب يجمع بين الأناقة الكلاسيكية والرموز المرتبطة بالبيئة الأدبية والثقافية. ارتدت تنانير طويلة، قمصاناً بيضاء، ألواناً حيادية، ولمسات من الدانتيل أو الريش. رغم بساطتها، حملت الإطلالات طابعاً درامياً، يتماشى مع مزاج الألبوم وكلماته الحادّة.