انتهى الانتظار أخيراً. ففي الثالث عشر من أغسطس، ظهرت تايلور سويفت في بودكاست New Heights الذي يقدّمه خطيبها ترافيس كيلسي، لتكشف لأول مرة عن ألبومها الثاني عشر المنتظر، الذي حمل عنوان The Life of a Showgirl ويتكوّن من 12 أغنية بوب صاخبة شاركت في كتابتها وإنتاجها مع رفيقيها القدامى من حقبة ألبومها 1989، ماكس مارتن وشيلباك، على أن يصدر في الثالث من أكتوبر.
الآن، بعد سبعة أسابيع تقريباً وإعلان خطوبة واحد بالتمام، ها هي “معلّمة اللغة الإنجليزية” كما يلقبها جمهورها، تستعد لظهورها الأول في عالم Showgirl.
ومع صدور الألبوم ذي الاثني عشر أغنية يوم الجمعة، والذي يتضمن تعاوناً وحيداً مع النجمة سابرينا كاربنتر في الأغنية الرئيسة التي تحمل اسم الألبوم، بينما يُستحضر اسم جورج مايكل من خلال إدخال مقطع من أغنيته Father Figure، ستطلق سويفت أيضاً فيلماً موسيقياً بعنوان Taylor Swift: The Official Release Party of a Showgirl.
يتضمن الفيلم بحسب التقارير الفيديو الموسيقي للأغنية الافتتاحية والسينغل الرئيسية The Fate of Ophelia، إلى جانب فيديوهات الكلمات لبقية الأغاني وتعليقات تايلور سويفت الشخصية حول كل عمل.
من المنتظر أن يشعل الإصداران شهر أكتوبر بالكامل بالنسبة للنجمة العالمية، بينما يترقب عشّاق البوب ومتابعو القوائم حول العالم ما ستضيفه سويفت إلى سجلها التاريخي المذهل من الإنجازات.
لكن قبل كل ذلك، نقدّم لكم هنا تصنيفنا لأغاني Showgirl الاثنتي عشرة - وهو الألبوم الذي أكدت سويفت أنها لن تضيف إليه أي نسخ إضافية.
Wi$h Li$t
في Wi$h Li$t، تعبّر “الفتاة الاستعراضية” عن حنينها إلى حياة أبسط، حيث تتخلى تايلور سويفت عن أمجاد مسيرتها مقابل بساطة الضواحي والحياة اليومية العادية.
بترتيب موسيقي يعتمد على مفاتيح البيانو والجيتار المعدني، وأداء صوتي مرح تتنقل فيه سويفت بين الفالستّو وأسلوب الغناء شبه الإيقاعي، تبدو الأغنية متمايلة وساحرة، خصوصاً مع خفوت الإيقاع في الختام حين تعترف سويفت لحبيبها ولذاتها: "لقد تسللت إلى حياتي حين لم أكن أتوقع ذلك".
Father Figure
هل أصبحت تايلور سويفت زعيمة مافيا؟ في Father Figure، تتقمّص سويفت شخصية “الدون” الذي خانه أحد تلاميذه السابقين. ورغم أن الكلمات المليئة بالاستفزاز للأغنية قد تثير الجدل، إلا أن سويفت تتفوّق هنا في أسلوب القوة والسيطرة، حيث تسكب جرعات من الهيبة في كل عبارة.
أما استعارة أغنية جورج مايكل الأصلية، فتأتي بطريقة خفيفة لكنها تثمر عن تحوّل جميل في الطبقة الموسيقية في نهاية الأغنية.
Actually Romantic
لا شكّ أن أغنية Actually Romantic ستكون أكثر أعمال The Life of a Showgirl إثارةً للنقاش. فهي بمثابة الردّ الساخر المتعالي من تايلور سويفت على من يتحدثون عنها بسوء، لتجسّد عبرها النسخة البوب من المقولة الشهيرة في مسلسل Mad Men: “أشعر بالشفقة عليك… لكنني لا أفكر فيك إطلاقاً.”
إلا أن قوة الأغنية لا تكمن في كلماتها فقط، بل في بنائها الموسيقي. فـ Actually Romantic تستخدم سحر البوب القوي الطراز، بإيقاع chug-chug-CLAP يبدو مألوفاً لكل من هزّ رأسه يوماً على أنغام Beverly Hills لفرقة ويزر قبل عشرين عاماً.
CANCELLED!
إذا كانت بعض أغاني The Life of a Showgirl تعيدنا إلى تعاونات سويفت السابقة مع ماكس مارتن وشيلباك في ألبومي Red و1989، فإن CANCELLED! هي الوريثة المباشرة لأجواء ألبوم Reputation.
فيها تحتضن سويفت أولئك الذين وُصِفوا بأنهم “مثيرون للمشاكل” بروح كوميديا سوداء، وتتناول شهرة العصر الحديث بنظرة ساخرة تتحدث عن “فنّ ألا تُمسَك أبداً متلبساً.”
ويعود فيها خرير الجيتار من Actually Romantic بعد بضع أغانٍ، لكن بطاقةٍ أكبر وعضّاتٍ لسانية أكثر حدة. أحد أجمل ما ميّز حقبة Reputation كان متابعة سويفت وهي تحوّل جروحها إلى صلابةٍ باردة، وها هي CANCELLED! تعيد تمثيل تلك التحوّلات ببراعة.
Opalite
الـ Opalite هو زجاجٌ صناعيّ، نسخة مقلَّدة من حجر كريم ليست الأصل الحقيقي تماماً. من هنا تبدأ الأغنية، إذ تنبش تايلور سويفت في أخطاء ماضيها (مستعينة بحكمة بعض أفراد أسرتها) في محاولةٍ لإيجاد شعورٍ حقيقيّ لا يكون مجرّد تزييف.
تبدأ الأغنية بعزف جيتار باهت يقدّم لحن بوب-روك انسيابيّ، كما لو أن سويفت امتصّت روح البوب الاسكندنافي خلال رحلاتها إلى السويد للعمل مع مارتن وشيلباك. وإذا ما غُنّيت Opalite على المسرح، فاستعدوا لصرخة الجماهير في المقطع الخارق “Wa-ha-ha-ha-OH!” التي ستكون ولا بد لحظة غناء جماعي لا تُنسى.
Elizabeth Taylor
"أخبرني الحقيقة.. هل سيدوم ما بيننا إلى الأبد؟" بهذا السؤال تبدأ تايلور سويفت تأملها في هشاشة الحبّ والشهرة وكل ما يحيط بها. بكورسٍ قويّ وتناغماتٍ درامية، تبدو Elizabeth Taylor كأنها تتمّةٌ روحية لأغنية Don’t Blame Me. إلا أن البيانو الأنيق والوتريات المبرمجة يتقاطعان مع لمسةٍ من مشاكسة سويفت المعهودة، حين تقول وسط النغمة المتمايلة.
The Life of a Showgirl (مع سابرينا كاربنتر)
في تعاونٍ واحدٍ يجمع بين نجمتين من جولة Eras Tour، النجمة العالمية تايلور سويفت ومرافقتها الصاعدة سابرينا كاربنتر، تأتي الأغنية الرئيسة The Life of a Showgirl كتحيةٍ مؤثرة للثمن الذي تدفعه النساء اللواتي يفتنّ بضوء المسرح.
تتشابك الحكاية في بعض مواضعها، لكنها تكتمل بصوتَي سويفت وكاربنتر المتناغمين بانسجامٍ رائع، خصوصاً عندما تغنيان عن “الألم المختبئ خلف أحمر الشفاه والدانتيل.” إنها نشيدٌ ختاميّ مثالي، لا ليُنهي هذا الألبوم فحسب، بل ليغلق أيضاً فصل “الفتاة الاستعراضية” في المسيرة القياسية لـ تايلور سويفت.
Wood
يشير عنوان أغنية Wood ظاهرياً إلى الخرافة المعروفة بالنق على الخشب لتجنّب جلب النحس أو الحديث عن مصيرٍ سيّئ. في هذه الأغنية، تذكر تايلور سويفت أشجار الـ Redwood، والعِصيّ السحرية، و”صخرة صلبة“ وكلّ ذلك فقط في المقطع الثاني!
تستلهم سويفت هنا روح سابرينا كاربنتر الساخرة المفعمة بالإيحاءات الجريئة، قبل بضع أغانٍ من ظهورهما المشترك في الألبوم. وفي الوقت نفسه، يختفي كل من الآلات الوترية وآلات النفخ في خلفية المزج الصوتي، إذ يُبنى اللحن على أساس من ديسكو فانك مكتوم بعناية لتجنّب طمس اللمحات اللفظية الموحية في النص.
Eldest Daughter
نستمتع بأغنية Eldest Daughter أكثر ضمن سياق ألبوم The Life of a Showgirl، إذ تشكّل حالة من الضعف الإنساني المتصل مباشرةً بأغنية Father Figure، حيث يُغسل السمّ بالكلمات العذبة والذكريات الحميمية.
في زمنٍ باتت فيه القسوة هدفاً بحدّ ذاتها، تأتي هذه الأغنية كدفءٍ مضاد لعنف الإنترنت، وتواجه التنمّر برقّةٍ وقلبٍ مفتوح. من الناحية الأسلوبية، تُعيدنا إلى جذور سويفت: تخيّل مضمون أغنية Mean ممزوجاً بعزفٍ هادئ يذكّر بـ Begin Again، ولمسة حنين من Seven.
لكن الجسر اللحني الساحر في الأغنية، الذي يتناوب بين الهَمس والانفجار الصوتي، يمنحها طابعاً جديداً تماماً على سويفت، وكأنها تكشف جانباً آخر من هشاشتها الفنية.
Honey
هذه الأغنية رومانسية فعلاً. أكثر من أي أغنية أخرى في الألبوم، تمنحنا Honey لمحة عن العلاقة الأبدية التي تربط تايلور سويفت بلاعب كرة القدم ترافيس كيلسي، من خلال تحليلٍ لغويّ لتطوّر كلمات الدلال من معاني الاحتقار إلى رموزٍ للحبّ والسكينة.
تجمع الأغنية بين بيانو مبهج وإيقاعات تراب عصرية، لتنتج خليطاً حيوياً وساحراً يعبّر عن رحلة سويفت في العثور على “الأمير بعد قُبَلٍ كثيرة للضفادع.” قد تتحوّل هذه الأغنية إلى ضربةٍ إذاعيةٍ كبيرة قريباً. وإن لم تفعل، فستُصبح بلا شكّ النغمة المفضلة لأول رقصات العرسان في حفلات الزفاف المقبلة.
The Fate of Ophelia
في The Fate of Ophelia، تستحضر تايلور سويفت روح شكسبير لوصف جنونٍ تولّده قسوة الرجال، وفرحة النجاة من هذا المصير.
تنفجر الأغنية في كورس مشبع بروح السبعينيات، يشبه لحظةً يتحوّل فيها العالم من الأبيض والأسود إلى الألوان.
ما يميز هذا الافتتاح للألبوم هو التحوّل من الاستسلام إلى الرومانسية: تبدأ بخط بيانو متأمل ثم تنفجر بطبولٍ مكتومة، وسنثّ لزج، وتناغماتٍ أشبه بصافرات الإنذار، مع فرصٍ كثيرة للتصفيق الجماعي.
في 2025، قد يبدو أن أغنية تحمل عنوان The Fate of Ophelia بعيدة عن مفاهيم “الأغنية التجارية”، لكن سويفت وماكس مارتن وشيلباك يصنعون منها نجاحاً ساحقاً من أول استماع.
Ruin the Friendship
عشبٌ لامع، أغنية لـ 50 سنت على الراديو، كرة ديسكو تجعل “كل شيء يبدو رخيصاً” خلال لحظةٍ من الغرام.. هكذا تبدأ تايلور سويفت أغنيتها Ruin the Friendship، التي تعتمد على تفاصيل حسّية دقيقة تروي حكاية انجذابٍ عابر.
لكن النصف الثاني من الأغنية ينقلب في منعطفٍ غير متوقَّع: من لقاءٍ عفويّ إلى وداعٍ حزين، حيث تكشف سويفت عن فلسفتها الشخصية في الحبّ والخسارة. بإنتاجٍ متقن آخر من سويفت ومارتن وشيلباك، تنتهي الأغنية بجوقةٍ عائمة من الأصوات الخلفية التي تشعرك بأنك تشهد تتويج كاتبة الأغاني التي عبرت من نجومية المراهقة إلى قوّة ثقافية ناضجة.
Ruin the Friendship تمثّل خلاصة قوّتها الفنية، وستكون بلا شكّ نشيداً لجيلٍ جديد من الرومانسيين.
ظهرت المادة الأصلية للمرة الأولى على موقع Billboard.com