عندما تخرجت ألين خلف في كلية الحقوق كان والدها يحلم بأن تواصل رحلتها كمحامية بارزة في ساحات القضاء، إلا أن أحلام الإبنة كانت بعيدة تمامًا عن عالم القانون لتوجه بوصلتها نحو الفن بتشجيع من والدتها.
التحقت ألين ببرنامج اكتشاف المواهب "ليالي لبنان" عام 1993، ونالت الميدالية الذهبية بعد أن غنت لوردة الجزائرية. ورغم توقعات لجنة التحكيم بتألقها المبكر في عالم الفن إلا أن "اللقب" لم يمنحها فرصة حقيقية لانتشار، فاتجهت للغناء في المطاعم الشهيرة.
المفارقة أن هذه المحاولات كانت الباب الحقيقي لاحترافها الغناء ومواجهة الجمهور بجانب كبار المطربين. وبالفعل التقطها المنتج محمود موسى صاحب شركة "ريلاكس إن" وتعاقد معها على ستة ألبومات في عقد احتكار طويل.
أصدرت ألين ألبومها الأول "خايفة منك" عام 1996، وضم ست أغنيات فقط تعاونت فيها مع مجموعة من الشعراء والملحنين اللبنانين الكبار أبرزهم جورج مارديروسيان، وسمير صفير، وطوني أبي كرم. لم يلق الألبوم نجاحًا كبيرًا، لكن ذلك لم يحبِط مُنتجها، فأنتج لها ألبومها الثاني "بساط الريح" عام 1997 الذي أضافت علييه لمسات مصرية، حيث أعادت تقديم أغنية "ليه خلتني أحبك" لفايزة أحمد، وتعاونت مع الملحن الكبير صلاح الشرنوبي والشاعر أحمد شتا في أغنية "باجيب سيرتك".
"ياصبابين الشاي" .. الشهرة على أنغام طروب
بدأ اسم ألين خلف يلمع. ومع التجهيز للألبوم الثالث تعاقدت مع جيجي لامارا -مكتشف ومدير أعمال نانسي عجرم منذ بداياتها وحتى اليوم- لإدارة أعمالها، كانت بصماته واضحة في مسيرتها.
كانت ألين قد عُرفت بتقديم أغاني شعبية من التراث اللبناني خلال فقراتها الغنائية، فاقترح عليها جيجي لامارا أن تعيد تقديم أغنية "ياصبابين الشاي" للفنانة طروب، وصدرت في ألبومها الثالث "يا زين"، وصوَّرتها فيديو كليب، فكانت سببًا في شهرتها. حتى أن الصحافة اللبنانية أطلقت عليها "سندريلا الطرب" في استحضار واضح للقب الفنانة المصرية سعاد حسني.
امتلكت ألين حضورًا طاغيًا على المسرح؛ صوت جيد، جمال واضح، وشخصية مرحة. لكن كان ينقصها أن تخرج إلى ما وراء حدود لبنان، فأطلقت ألبومها الرابع بعنوان خليجي مباشر وهو "وايد وايد"، على اسم الأغنية الرئيسية في الألبوم، وقدمت فيه أيضًا أغاني باللهجة المصرية مثل "حبيت كتير"، كما أعادت تقديم أغنية "ياحلاق" من أعمال الفنانة طروب بعد النجاح الكبير لتجربتها في "ياصبابين الشاي".
"دلع الحبايب" وخلطة حميد الشاعري
شهد عام 2000 لحظة مفصلية في مسيرة إلين عندما أصدرت ألبوم "دلع الحبايب"، الذي تعاونت فيه لأول مرة مع الموزع الكبير حميد الشاعري. حققت الأغنية المصرية التي حملت عنوان الألبوم نجاحًا كبيرًا، خاصة مع تصويرها وإذاعتها على كافة محطات الأغاني. وعلى جانب آخر لم تغفل تصوير أغنية لبنانية مهمة في مسيرتها وهي "لا لي له"، فحققت نجاحًا باللهجتين لتؤكد حضورها كنجمة واعدة.
لم تتوقف ألين عن إصدار الألبومات ولو عامًا واحدًا، ففي السنة التالية أصدرت ألبوم "عز عليَّ"، الذي زادت فيه من عدد أغانيها المصرية، فقدمت "حاولت أنساك" التي تعد واحدة من أبرز أغانيها الرومانسية، وحافظت أيضًا على الحضور اللبناني مع أسماء مهمة مثل الملحن طارق أبو جودة والشاعرين نزار فرنسيس وصفوح شغالة.
في عام 2002 انفصلت ألين عن مدير أعمالها جيجي لامارا الذي انتقل لإدارة أعمال نانسي عجرم، ليتولى إيلي عقيقي المهمة بدلًا منه، بالتزامن مع إطلاق ألبومها "لو عندك كلام"، الذي ظهر بصبغة مصرية خالصة في ثماني أغنيات من أصل تسع.
ركزت ألين على السوق المصري، ولهذا لم يكن غريبًا أن تتعاقد مع شركة "عالم الفن" التي أصدرت لها ألبومها السابع بعنوان "صدفة"، الذي ضم 10 أغنيات أبرزها "مني ليك"، من كلمات هاني عبد الكريم وألحان هانل نبيل، والتي ربما تكون أشهر أغاني ألين على الإطلاق، إذ وصل عدد مشاهدات الفيديو كليب الخاص بها، الذي أخرجه سليم الترك، إلى أكثر من 26 مليون مشاهدة على يوتيوب.
رغم نجاح الألبوم، اختلفت ألين مع الشركة المنتجة فتعطلت مسيرتها. وبعد فترة فسخت تعاقدها مع "عالم الفن" وتعاقدت في بدايات عام 2009 مع شركة تدعى "الجازي"، لكنها عادت واختلفت مع إدارة أعمالها وقررت تعليق نشاطها الفني، وابتعدت عن الأضواء تمامًا.
الفن أم العائلة؟
في عام 2013 تزوجت ألين من رجل الأعمال اللبناني كارلو أيوب، ثم أنجبت ابنتها ليفي وقررت التفرغ لحياتها العائلية. وقد فاجأت جمهورها بتصريحات في لقاء ببرنامج "متل الحلم" على إذاعة "صوت لبنان" قالت فيها إن حياتها العائلية أصبحت أولوية ولهذا ابتعدت عن الساحة.
استمر غياب ألين خلف لسنوات طويلة حتى عام 2023، حيث بدأت الشائعات حول انفصالها عن زوجها؛ شائعات غذتها إلين بإرسال إشارات ضمنية عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن ظهرت في لقاء مع إذاعة "دلتا إف إم" اللبنانية لتعلن الخبر صراحة: "أنا الآن حرة طليقة وصاحبة قراري في حياتي الشخصية".
بعدها أصدرت ألين أغنية بعنوان "ما تقلِّي" من كلمات إلياس الناصر ولحن جورج مارديروسيان، وصوَّرتها مع المخرج زاك غضن. ثم طرحت أغنية "لعيونك إنت" من كلمات أمير طعيمة ولحن الموسيقار الراحل رياض الهمشري.
كثفت ألين خلف من حضورها الإعلامي مؤخرًا، وأعلنت عن عودتها الفنية في لقاء ببرنامج "بعدنا مع رابعة" بتلفزيون الجديد، حيث أكدت أنها تستعد لإصدار ألبوم جديد يضم 10 أغنيات تتنوع ما بين اللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية.
طال غياب ألين خلف أكثر من اللازم. فهل تستطيع استعادة ألقها وسط مشهد موسيقي مزدحم، أم ستكتفي بكونها أحد أيقونات مرحلة مضت وعاشت في الذاكرة؟