أصدر زياد برجي قبل أيام أغنيته الجديدة "وبغار"من كلماته وألحانه وتوزيع تيم، وذلك بعد مرور ثلاثة أسابيع على طرحه أغنيتين هما "شو بقول" و "قاعد مع ناسو"،ليستكمل بذلك مسارًا واضحًا في تقديم الأغاني العاطفية التي أصبحت جزءًا أصيلًا من هويته الفنية في السنوات الأخيرة.
في "وبغار"يتناول برجي موضوع الغيرة بأسلوب خفيف ومحبب، حيث تؤكد لازمة الأغنية على الصورة النمطية التي تُلصق به كشخص غيور:"وبغار هيك بغار/ وبيقولوا عقلاتي زغار"
لكنه لا يتوقف عند هذا الحد بل يوظف هذه الغيرة كدليل حب، ويقدم من خلالها سلسلة من المشاحنات الصغيرة التي تحدث بينه وبين حبيبته، ولكنها لا تلبث أن تذوب أمام قوة الحب الذي يجمعهما.
الموسيقى جاءت هادئة وانسيابية، يغلب عليها الطابع الشرقي بفضل حضور الأكورديون وتزيد الوتريات من هدوئها، وقد فضل زياد أن يقدم الأغنية من خلال فيديو كليب بتقنية الأنيميشن مرفقًا بكلمات الأغنية فقط.
حكم أولي
من الواضح أن زياد برجي يعيش حالة من الانتعاش الإبداعي حيث يواصل طرح أعمال جديدة بوتيرة سريعة نسبيًا مقارنة بسنوات سابقة شهدت تباعدًا بين إصداراته. ورغم صدق الإحساس في "وبغار"وانتمائها للون العاطفي الذي تميز به وقربه إلى الجمهور، إلا أن الأغنية تُذكرنا إلى حد ما بأغنيته السابقة "مش طايق" التي صدرت قبل 7 سنوات والتي كتبها مع أحمد ماضي ولحنها بنفسه أيضًا.
الفرق الوحيد هنا أن "وبغار" تخلو من لمسات ماضٍ لكنها تظل تدور في الفلك ذاته من حيث المزاج العام.وهنا تبرز الإشكالية: زياد يبدو مرتاحًا جدًا في هذا اللون لدرجة أنه بات أسيرًا له، وهو ما يهدد بتكرار الصيغة ذاتها مرارًا دون تجديد حقيقي.
ربما آن الأوان لزياد أن يغادر ولو قليلًا منطقة الأمان التي رسمها لنفسه، وأن يبحث عن تجربة جديدة تمزج بين ما اعتاده الجمهور منه وبين محاولات جريئة على صعيد الموسيقى أو الكلمات خصوصًا أنه واحد من الملحنين البارزين في الساحة وسبق أن ترك بصمات لافتة في أعماله مع فنانين كبار من بينهم جورج وسوف و نانسي عجرم و إليسا، وإذا كان الجمهور يثمن الإحساس الصادق كما كان دائمًا فإنه في الوقت نفسه يتطلع إلى صوت مألوف يقدم شيئًا غير مألوف ويجدد في الشكل دون أن يتخلى عن الجوهر.