حين وصل الفنان سيف نبيل للقائنا في أحد الاستوديوهات في دبي، كنا نتوقع أن الحديث سيتمحور حول صدور ألبومه الجديد أو "Collection" الأغاني كما يحب أن يسميه، والذي يقدّم من خلاله تجارب موسيقية ولهجات متعددة، ليكون أبرز مشاريعه الطويلة وأكثرها تنوّعًا. لكن ما لم نكن ندركه حينها هو أن هذا اللقاء سيتحوّل من حوار فني حول الألبوم إلى مساحة أعمق، تمسّ جذور ارتباطه العاطفي بوطنه الأم العراق، وبموسيقاه وإيقاعاته ولهجته التي شكّلت وجدانه منذ بداياته.
تفرّع الحوار إلى مساحات لم يتطرق إليها سيف سابقًا، فاستعاد ذكريات رحلته واغترابه والتأثيرات الموسيقية التي ظلّت ترافقه حتى بعد انتقاله إلى بيروت قبل سنوات طويلة. وبصراحة لافتة، كشف لنا عن فترة غيابه -مرغمًا- عن وطنه التي امتدت لثماني سنوات، لم يتمكن خلالها من زيارة بغداد أو لقاء والدته، بسبب أزمة مهنية قديمة وصلت إلى المحاكم واستمرّت تداعياتها حتى وقت قريب.
في تلك اللحظات، وأثناء الحديث، بدا أننا نشهد فصلًا فارقًا في حياة ومسيرة النجم الشاب. فقد استطاع سيف نبيل أن يتجاوز الماضي ويُغلق باب الغياب أخيرًا، مع انتهاء الأزمات التي واجهها طوال السنوات الماضية من جهة، واحتفائه من جهة أخرى بواحدة من أكثر تجاربه جرأةً وتجديدًا ونضجًا في مسيرته الفنية. وعندما طلبنا منه تقييم رحلته وخطّه الفني حتى اليوم، أجاب بابتسامة واثقة، كشفت عن رضا عميق وشعورٍ بالتصالح مع الذات في تلك اللحظة.
خلف الكواليس، وبعد نهاية اللقاء، شاركنا سيف ضاحكًا عن حاجته إلى استراحة قصيرة بعد أشهر طويلة من التحضير لعشرات الأغاني، منها ما صدر بالفعل ومنها ما سيصدر في المستقبل. ومن يدري، لعلّه يجد نفسه خلال هذه الاستراحة وقد قادته خطواته إلى حضن الوطن والأم، حيث تبدأ من جديد فصول من حكايته.
تابعوا المقابلة الكاملة مع سيف نبيل في الفيديو أعلاه..

