لاتزال أغنية محمود التركي، عاشق مجنون، تتصدر منصات الاستماع مُنذ صدورها في نيسان/ أبريل الماضي، فهي تحتل المركز 15 على قائمة بيلبورد عربية هوت 100 هذا الأسبوع، لتحقق بذلك أغنيته عاشق مجنون نجاحًا قد بات اعتياديًا بالنسبة لمحمود التركي، الذي أصبحت كل أغانيه كلها هيتات منذ أن أصدر أغنية تعال سنة 2018 بالتعاون مع علي جاسم ومصطفى العبدالله، ليكون واحدًا من ألمع نجوم الموجة الجديدة في البوب العراقي، إلى جانب سيف نبيل ونور الزين وغيرهم.
كتب كلمات الأغنية محمد الواصف ووزعها عثمان عبود، أما لحنها فهو مقتبس عن الأغنية الإيرانية مجنون نبودم، وقام محمود التركي بإعداد اللحن بنفسه. تُعبّر الأغنية عن مشاعر شريحة واسعة من الرجال، الذين يُكابرون دائمًا ويرفضون صورة الرجل العاشق، حتى يقعون في الحب فيتحتّم عليهم الاعتراف بمشاعرهم، وهنا تكمن جاذبية الكلمات. تضمُر التعابير استخفافًا بالمصطلحات والمفردات المتداولة عن الحب، وكأن أوصاف العاشق والمغرم عمومية وسطحية ولا يجب التفاخر بها، ولكن حالة الحب التي وصل إليها محمود التركي، جعلته لا يمانع أن تطلق هذه الأوصاف عليه، لتخلق هذه العلاقة المتنافرة بين حالة الحب التي يعيشها والأفكار المُسبقة التي كان يؤمن بها، لازمة عاطفية بدت الأكثر شعبية عند المستمعين بين أغنيات هذا العام.
أما اللحن، فهو يبدو في عاشق مجنون أكثر جمالًا ونضجًا بالمقارنة مع الأغنية الأصلية، مجنون نبودم، ربما لأن محمود التركي قام بتسريع رتمه قليلًا عندما قام بإعداده، وخلّصه من نغمات الشجن الطاغية، ليجعل اللحن أكثر حيوية وإثارة. عزّز توزيع عثمان عبود ذلك، بالاعتماد على بيت ونغمات إلكترونية بدلًا من الإيقاعات الفلكلورية والنغمات الشرقية في النسخة الإيرانية. ولا نغفل دور الكليب في انتشار الأغنية، والذي أخرجه تقي سعادة، واستحضر فيه ظرفًا شبيهًا بدراما الخيال العلمي، بأسلوب خفيف الظل، يُضفي على الأغنية المزيد من الإثارة ويزرع الابتسامات على وجوه مُتابعيه.