من يصدق أن عزاء زياد الرحباني، الإبن الأكبر للسيدة فيروز، كان هو المناسبة التي جمعتها علناً للمرة الأولى بماجدة الرومي؟
رغم أن الحزن غلّف اللقاء، لكنه بدا حدثًا استثنائيًا بين امرأتين شكلتا وجه الموسيقى اللبنانية لعقود طويلة. بين اسطورتين من زمنين مختلفين، تجمعهما روابط أبعد مما نعتقد.
فالموسيقار الراحل حليم الرومي، والد السيدة ماجدة، كان من أول الفنانين الذين اكتشفوا موهبة فيروز، وخطت معه أول خطوة في مشوارها الفني.
رحيل زياد، برغم ألمه، وحّد قلوب اللبنانيين. بدا أن الحزن يعرف كيف يجمع بين الأرواح حين تعجز الأيام عن فعل ذلك. حضر الجنازة عدد كبير جدًا من الفنانين، من بينهم جوليا بطرس ونجوى كرم ومايا دياب وهيفاء وهبي ومارسيل خليفة وهبة طوجي وآخرين.
لحظة دخول ماجدة الرومي
غير أن لحظة لقاء السيدتين فيروز وماجدة الرومي ستبقى حاضرة في الأذهان لسنوات.
دخلت ماجدة الرومي صالة كنيسة "سيدة الرقاد" في بكفيا، ثم ركعت أمام فيروز الجالسة في الركن إلى جوار ابنتها ريما لتلقي العزاء. قبّلت يدها في لحظة خاطفة لكنها حمَلَت تاريخًا من والاحترام. كان الصمت أبلغ من الكلام، صورة ماجدة بين يدي فيروز الثكلى، كانت كافية لتكتب لحظة خالدة، على هامش تاريخ الفن اللبناني.
خارج الكنيسة، حاولت ماجدة أن تجد كلمات مناسبة لوداع زياد. قالت للصحفيين وقد بدت على ملامحها التأثر الشديد: "صورة ما بتروح من بالي عن مبدع كبير من بلدنا … اللي مثله ما بيموت."