نتالي هي أميرة من جورجيا، تنحدر من عائلة ملكية، عاشت في سوريا حيث التقت مع رجل أحبها وأغرم بها. كان هذا الرجل الفنان والممثل السوري حسام تحسين بيك، الذي ما من مقابلة أو لقاء إعلامي لا يروي فيه قصة الحب هذه التي ولدت منذ أكثر من 50 عامًا ولا تزال تعيش حتى الآن، والتي تلخصها الأبيات: "حظي بالهوا اعشق انا الغريبة/ وما ينفعني دوا الا عناق الحبيبة/ صدار قلبي سند وما يزدها يومين/ ناتالي ناتالي ناتالي".
حسام صارح نتالي حينها بحبه لكنها رفضته في البداية بشكل قاطع، مع ذلك لم يستسلم في إقناعها وظل يحاول معها حتى لمست نتالي صدق حبه. رغم ذلك لم تجر الأمور كما يبغى العاشقان، إذ جاء الرفض هذه المرة من عائلاتهما بسبب الاختلاف الاجتماعي والاختلاف الديني بينهما.
ظلَّ الحب ينبض في قلبي حسام ونتالي لسبع سنوات، إلى أن جاءت الصدمة حين قرر أهل نتالي أن تسافر ابنتهما إلى جورجيا بحجة أن تشاور جدها أي كبير العائلة بشأن هذا الزواج، لكنهم في الواقع حجزوا لها تذكرة سفر ذهاباً دون عودة.
اختبر حسام مشاعرًا بين الحزن والألم عندما أخبرته حبيبته بسفرها، خاصة أنه سبق ورفض بعثة من وزارة الثقافة واختار أن يبقى في دمشق من أجلها، إلا أن نتالي وعدته بالعودة فسألها حسام عن مدة غيابها، فأجابته بشهر.
كان حسام يشعر بأن اللقاء الأخير اقترب ولن تعود نتالي مرة أخرى، إلا أنه أعطاها فرصة مدتها شهر كما قالت له، وأكد عليها: سأنتظرك ثلاثين يوماً لكن إن في اليوم الـ 31 ستنتهي قصتنا. مرَّت لحظات الوداع قاسية على العاشقين في المطار،
عاد بعدها حسام وجلس على شرفة منزله، فلم يمسك قلمًا ليكتب ولم يعزف على آلة موسيقية ليلحن، وإنما خرجت كلمات الشوق ارتجالًا وولدت الأغنية التي تبدأ باسمها: "نتالي قطعت خبارا ما تشوفك عين/ قالولي بعيد سفارا قالوا بلاد الزين/
يمين يخدني دارا/ ابوسه من هالجبين/ نتالي".
بدأ العد التنازلي حينها، وأصبحت الثواني أطول يتخللها انتظار تمتزج فيه الذكرى مع الشوق. كلما مرت الأيام تقترب لحظة قد ينتهي بها كل شيء أو قد تكون بداية لأجمل شيء. ظلَّ حسام منتظرًا عودة حبيبته التي غادرت البلد لكنها لم تغادر قلبه حتى جاء اليوم الـ 28 من سفرها، تسارعت حينها دقات القلب مجددًا بعد وصول برقية من نتالي إلى حسام تخبره بأنها ستعود كما قالت له في اليوم الثلاثين.
وبالفعل قطعت نتالي المسافات لتعود إلى الرجل الذي أحبها وأحبته، وفي قصة كالأفلام ذات النهايات السعيدة تكللت علاقة حب حسام ونتالي بالزواج الذي أسفر عن 3 أولاد بينهم الممثلة نادين تحسين بيك.
يقول حسام إن الجمهور يسمع الأغنية اليوم كما قالها هو أول مرة قبل نحو 50 عامًا. لم يغير فيها شيئَا، منذ أن رددها أول مرة على شرفة منزله، لكن أعيد إنتاجها مرة أخرى ليصدر لها فيديو كليب ظهرت فيه إحدى ثمار قصة الحب، إذ لعبت نادين ابنة حسام ونتالي دور شخصية أمها في الأغنية التي جسدت قصة حب والديها.