أطلق ناصيف زيتون الفصل الأول من ألبومه الجديد "مني أنا" الذي ضم أغنيتين فقط هما "مزعلا" و "قمر قمر" ليواصل بذلك نشاطه الفني اللافت منذ العام الماضي، حيث حافظ على وتيرة إصدارات متنوعة تعبر عن مرحلة فنية ناضجة.
ناصيف يمزج بين التجريب الموسيقي والتجربة الشخصية
قبل صدور الأغنيتين قدم ناصيف برومو مبتكرًا صُوّر على هيئة حوار مع صديق، كشف خلاله عن كواليس أغنية "مزعلا" التي استوحيت من مشادة أو خلاف حقيقي جمعه بزوجته الفنانة دانييلا رحمة. الأغنية جاءت ثمرة تعاون متجدد مع الشاعر مازن ضاهر والملحن إلياس والموزع عمر صباغ؛ الفريق ذاته الذي قدم معه ناصيف أغنية "بسلام" مطلع هذا العام.
هذه المرة اختار ناصيف أن يغلف رسالته العاطفية بإيقاعات الديسكو المستوحاة من الثمانينات، ليقدم أغنية تمزج ببراعة بين الموسيقى الشرقية والإلكترونية وتبدأ بجملة لافتة: "مزعلا وجايي راضيها/ وأجبر خاطرها". الفيديو المصاحب جاء بتوقيع المخرج حمزة مقداد، وقُدم على طريقة - visualizer - أو فيديو كليب باستخدام عناصر بصرية بسيطة باللونين الأبيض والأسود مع لمسات باللون الأحمر، في رمزية مباشرة للحب. بدا ناصيف في أجواء مليئة بالحيوية والمرح وكأنه يحتفل بإرضاء حبيبته التي تمثل بالنسبة له الدنيا وما فيها.
أما الأغنية الثانية "قمر قمر" فشكلت مفاجأة في اللهجة والأسلوب، إذ اختار ناصيف أن يقدم أغنية باللهجة المصرية كما أوضح في البرومو أنها متأثرة باللهجة نوبية تلك التي اعتاد الجمهور سماعها من الفنان محمد منير. وشرح ناصيف في البرومو الترويجي أنه انجذب إلى هذه اللهجة لأنها تمثل تقاطعا بين لهجته السورية واللهجة المصرية وهو ما شجعه على خوض هذه التجربة الغنائية.
كتب كلمات الأغنية الشاعر خالد فرناس ولحنها ياسر نور، وجاء التوزيع الموسيقي الذي وضعه هاني ربيع قائما على إيقاع المقسوم الذي أضفى على الأغنية طابعا خفيفًا يجعلها سهلة التعلق في الأذهان. الفيديو كليب كان بسيطًا ويعتمد على صور متحركة بطريقة مبتكرة أخرجه حمزة مقداد ليترك المساحة كاملة للأغنية دون تشويش بصري.
حكم أولي
ورغم تشابه موضوع الأغنيتين من حيث الطابع العاطفي والغزلي، إلا أن ناصيف نجح في تقديم كل منهما بلون موسيقي وطريقة تعبيرية مختلفة. ففي "مزعلا" نلمس صدقًا حقيقيًا نابعًا من تجربة شخصية، الأمر الذي يضفي على الأغنية عاطفة ملموسة تصل بسهولة إلى المستمع، خصوصًا أن علاقة ناصيف ودانييلا تثير فضول الجمهور وتبقى في دائرة الضوء دائمًا.
أما "قمر قمر" فعلى الرغم من اعتياد فكرة تشبيه الحبيب بالقمر، إلا أن الأغنية حملت نكهة مختلفة ولم تكن تكرارًا لأي تجربة سابقة حتى عند مقارنتها بأغنية ناصيف السابقة باللهجة المصرية "خط أحمر" التي صدرت منذ أربع سنوات.
ورغم عدم تضمن الأغنية كلمات باللغة النوبية كما هو الحال في أغنيات منير الشهيرة مثل "واشري" أو "نيجري بيه"، إلا أنه من الممكن أن يكون ناصيف استلهم من طريقته في الأداء وتلوين مخارج الحروف، ما منح العمل بعدًا سمعيًا مألوفًا للمستمع المصري.
يُبشر الفصل الأول من ألبوم "مني أنا" بعمل موسيقي متنوع، يراهن فيه ناصيف زيتون على مزج بعضًا من تجاربه الشخصية والعاطفية في الأغنيات فضلا عن مزجه بين الموسيقى الكلاسيكية والحديثة، اختياره لإيقاعات الديسكو في "مزعلا" واتجاهه نحو لهجة نادرة في "قمر قمر" يعكس بحثا فنيًا جادًا عن التجدد دون فقدان البصمة الرومانسية التي طالما ميزته، ومع وعود بوجود أكثر من عشر أغنيات في الألبوم الكامل، يبدو أن ناصيف يعدنا بعمل غني موسيقيًا ومتنوع وجدانيًا، يُضاف إلى مسيرته الفنية بثقة واقتدار.