يُصادف اليوم عيد الميلاد الخامس والثلاثون لناصيف زيتون، النجم الشاب الذي ترك بصمته الواضحة في مشهد أغنية بلاد الشام في العقد الماضي، فجاءت شعبيته عابرة للحدود واللهجات. يعرف ناصيف جيدًا كيف يُطوع صوته للغناء بألوان مختلفة تُناسب ذائقة الجماهير الواسعة التي تحضر حفلاته في مختلف بلاد الوطن العربي؛ فبعدما تابعناه يستعرض قدراته بغناء مقطع باللغة التركية ضمن أغنية منو شرط خلال حفلاته هذا الصيف، عاد إلى أذهاننا تنوع اللهجات الذي قدمه في أغنياته عبر السنوات الماضية.
لهجة البادية
بدا ناصيف زيتوم ميالًا للهجة بادية الشام في بداية مسيرته، التي اشتهر عبرها نجوم بوب كثيرون في التسعينيات مثل عاصي الحلاني وديانا حداد. توافقت اللهجة البدوية مع مواضيع أغاني ألبومه الأول يا صمت، مثل أغنية صوت ربابة وطير الغروب لرميك ببلاش. اختياره اللهجة المقترنة باسم سميرة توفيق غنائيًا، كان خيارًا موفقًا؛ خصوصًا أن هذه اللهجة ساعدته على إيجاد روابط تُقربه من الموسيقى الشعبية، ويتقبلها جمهور أغاني البوب الشامي.
اللهجة اللبنانية
إلى جانب لهجة بادية الشام، كان ناصيف زيتون يُقدم أغانيه باللهجة الشامية بتدرجاتها، ووقع مُعظمها ما بين اللهجة اللبنانية والسورية البيضاء الشائعة في الأعمال الدرامية؛ اللتان استخدمهما في أغاني شارات المسلسلات التي قدمها للدراما المشتركة، ورفع بها سقف أغاني الشارات عاليًا، بما قدمه في أجزاء مسلسلي الهيبة وللموت.
اللهجة العراقية
في عام ٢٠١٩، وبالتزامن مع ذكرى ميلاده الواحد والثلاثين، أصدر ناصيف زيتون أغنية مُنفردة باللهجة العراقية بعنوان فارقوني؛ لتكون تلك المرة الأولى التي يُغني بها ناصيف بلهجة غير شامية مُنذ أن شارك في برنامج ستار أكاديمي سنة ٢٠٠٩. الخطوة لا تبدو غريبة كليًا، إذ شهدت الأغنية العراقية شعبية وانتشارًا متزايدًا في السنوات القليلة الماضية، ويُشبه هوية ناصيف زيتون الفنية، بسبب وجود بعض التقاطعات ما بين اللهجة العراقية واللهجة البدوية.
اللهجة المصرية
كذلك، كان لا بدًّ لناصيف من زيارة اللهجة الأكثر شعبية في الوطن العربي، فغنى باللهجة المصرية عام ٢٠٢١ أغنية خط أحمر؛ بخطوة قد تكون متأخرة بالمُقارنة مع مستوى نجوميته وبالقياس إلى تجارب آخرين من نجوم البوب الشامي.
اللغة العربية الفصحى
واستكمالًا لتجربته بالغناء بلهجات متعددة، كان لابد لناصيف زيتون أن يُغني أيضًا باللغة العربية الفصحى، حيث ضم ألبومه الأخير بالأحلام أغنية لي حبيبً، من كلمات الشاعر مصطفى شوقي؛ فيما جاء لحنها وتوزيعها الإيقاعي ليشعرنا أن اللغة العربية الفصحى أكثر خفة من أي وقتٍ مضى.