في مشهد الموسيقى العربية، هناك أغانٍ لا تُنسى. أغانٍ تُغيّر المزاج العام، وتجد لنفسها حياة جديدة مع كل جيل. لكن قليل منها يحمل خلفه قصة طريفة مثل "عودة" لحميد الشاعري، لأنها لم تكن له أصلًا!
القصة بدأت بلعبة ورق. نعم، لعبة كوتشينة بين صديقين مقرّبين: حميد الشاعري ومصطفى قمر. كان مصطفى قد كتب ولحّن "عودة" لتكون ضمن ألبومه "لياليكي"، لكن جولة كوتشينة انتهت بخسارة الأغنية لصالح حميد. مصطفى يروي اليوم بابتسامة أن حميد "احتال عليه" في تلك الليلة.
"عودة" صدرت رسميًا عام 1991 ضمن ألبوم "كواحل" وصوّرها حميد بأسلوب عفوي جمع فيه أصدقاءه ومن بينهم مصطفى قمر بعدسة المخرج طارق الكاشف لكن الرحلة لم تتوقف عند التسعينيات.
في السنوات الأخيرة عادت "عودة" لتتصدر المشهد من جديد، بعدما استُخدمت ضمن أحداث مسلسل "بيمبو"عام 2021، لتفتح الباب أمام موجة جديدة من الاهتمام بالأغنية. أداها حميد إلى جانب أنغام في برنامجها ثم مع هلا رشدي على اليوتيوب وأعاد تقديمها حتى مع مصطفى قمر في إحدى البرامج، بينما تسابق الفنانون والفرق المستقلة على تقديم نسخهم الخاصة منها.
المنتج علي فتح الله أطلق هو الآخر ريمكس جديد للأغنية، وذهب الرابر أرسينك أبعد من ذلك باستخدامها كعينة صوتية في تراكه الأخير "سكوت".
كل هذا يشير إلى أن "عودة" التي خرجت إلى النور قبل أن يعرف الجمهور العربي جنرا الإندي كما نعرفه اليوم، كانت من البذور الأولى لذلك الصوت ولا تزال حتى اليوم مصدر إلهام لفنانين من جنرات موسيقية مختلفة.