شكّلت "وسع وسع" نقلة نوعّية في مسيرة أحمد سعد، فمنذ صدورها كسرت حاجز ٢٠٠ مليون مشاهدة على يوتيوب وحده في وقت قياسي، كما احتلت قوائم الأكثر استماعًا، حتى دخلت قائمة هوت ١٠٠ في بيلبورد عربية لأسابيع طويلة متواصلة. حملت النسخة الأصلية من "وسع وسع" تجديدًا على صعيد التوزيع الموسيقي، بينما حملت ألحانها جملًا جذابة تعلق بالأذهان بسرعة. استعادها سعد في أولى "جلسات بيلبورد عربية" بإحساس مختلف، وقدّم منها نسخة اقتربت من إيقاع الموسيقى اللاتينية.
استكشف في هذه النسخة طبقات جديدة من صوته مع عرب ثقيلة، وأعطته كلمات مصطفى حدوتة مساحة لإضفاء نبرة التحدي والإصرار بلغة سهلة وصريحة. تنقّل بين طبقتين أساسيتين من صوته فاردًا الآهات بين الأبيات فأعطاها نكهة مختلفة، بينما جاء أداؤه واثقًا ومنغمسًا مع الآلات الحديثة على موسيقاه والتي رافقته في الجلسة.
زادت عناصر الموسيقى الحيّة رونقًا خاصًا على أدائه، ما أظهر راحته في الأداء وحيويّته التلقائية التي حافظت على روح الأغنية. تشابك الإيقاع الأساسي للأغنية مع ضربات آلة الكاخون التي أضفت عليها بعدًا لاتيني، بينما حمّلها صوت البيانو بعدًا عاطفيًا جديدًا، وقد استطاع صوت البايس ربط كل الآلات ببعضها وجعلها تتجانس وتتناغم، مع صوت سعد الذي ترك في نهاية الأغنية مساحة لسولو الآلات.
صدرت وسع وسع سنة ٢٠٢٢، وقد أحدث الكليب ضجة كبيرة من إخراج إسلام هشام، حيث ظهر أحمد سعد بشكل مختلف عما عهده جمهوره منذ انطلاقة مسيرته، إذ قدّم حركات راقصة عصرية، بالإضافة إلى لوحة ألوان جذابة أدخلته إلى قالب جديد. حافظ بعد الفيديو كليب على هذا التجديد في الأزياء ليقدم صورة فنية مختلفة، فنراه قد اتبع نفس نمط الألوان في جلسة بيلبورد، مع أزياء منوّعة وأكسسوارات عصرية من النظارات إلى القبعة، ما أظهر اتساق أسلوبه مع مرور الوقت.
حملت هذه الاستعادة أسلوبًا مختلفًا عن الأغنية الأصلية، ودمجت بين اللحن والموسيقى اللاتينية مع التأثيرات المصرية في صوت وأداء سعد ما جعل منها توليفة غنيّة. أظهرت هذه الإعدادات المختلفة راحة كبيرة في طريقة وأداء أحمد سعد، ما يثبت بأنه مستعدٌ دومًا للتغيير وتقديم أساليب جديدة في موسيقاه.