كان لقاء أم كلثوم نقطة التحوّل الحقيقية في مسيرة بليغ حمدي، حين قدّم لها وهو في السابعة والعشرين من عمره أول ألحانه لها "حب إيه"، لتفتح له أم كلثوم أبواب المجد وتضعه في مصاف كبار الملحنين. غير أن أثر هذا التعاون لم يقتصر على بليغ وحده، بل امتد ليشكل أيضًا مرحلة جديدة في مسيرة أم كلثوم التي كانت قد أمضت أربعين عامًا على المسارح، وقررت في مطلع الستينيات خوض تجربة التجديد بعد مرحلة طويلة من التعاون مع السنباطي.
اختارت العمل مع وجوه جديدة مثل محمد فوزي وعبدالوهاب محمد وبليغ حمدي، ليقدّم لها الأخير بعضًا من أعظم أعمالها في مرحلتها الذهبية المتأخرة، من بينها "سيرة الحب" و"الحب كله" و"فات الميعاد" و"ألف ليلة وليلة"، إلى جانب الأنشودة الوطنية "سقط القناع".
بمناسبة الذكرى السنوية لميلاد الموسيقار الكبير بليغ حمدي، يستعرض الفيديو أعلاه هذه المرحلة الاستثنائية من مشوار بليغ وأم كلثوم، ويتضمن نقاشًا بين محمود عرابي وعمر بقبوق من فريق بيلبورد عربية حول الحكايات والعبقريات الموسيقية وراء هذه الأغاني الخالدة.