أثار التعاون بين النجم الشاب الشامي والشاعر الغنائي المصري محمد الشافعي في أغنية "كيفو" ضجة كبيرة في الأيام الماضية. فمن ناحية، لم يصدر الشامي أية أغنية في آخر عامين لم تتحول مباشرة إلى هيت. ومن ناحية أخرى شهدناه يتعاون للمرة الأولى مع كاتب آخر، بعدما اكتفى بالكتابة لنفسه منذ انطلاقته وأحدث جدلًا كبيرًا حول أسلوبه ومعجم مفرداته. لذا، فكان توجهه إلى الاشتراك في الكتابة مع محمد الشافعي تحولًا كبيرًا له، حتى وإن كانت مسيرته أقصر نسبيًا من أن تشهد تحولات.
صدرت "كيفو" مازجةً بين لهجتين، حيث يبدأها الشامي بلهجته الشامية البيضاء، ثم ينتقل في المقطع الثاني للهجة المصرية. وإلى جانب اللحن والفيديو كليب الذي رافقها، بدا أن الأغنية فيها تجديد وشبابية على جميع الأصعدة بالمقارنة مع أغاني الشامي السابقة.
لم يغب ذلك عن الشاعر محمد الشافعي الذي تحدث لبيلبورد عربية عن هذه التجربة بحماس: "الشامي شفت فيه لون جديد. وكمان هو فنان صوته حلو جدًا وكملحن كمان خرافي. فأنا حبيت التجربة جدًا. أنا تعاملت مع ما يقارب تلاتين فنان وعملت أكتر من مئة أغنية حتى الآن الحمد لله منها هتات.. وبحب أجدد. وتقابلت مع الشامي في الموضوع ده. إحنا فهمنا بعض بسرعة جدًا وكلامي يركب على ألحانه بسرعة جدًا."
كما كشف لنا أنه هذا التعاون بينهما ليس الأخير، وأنهما صنعا بالفعل أكثر من أغنية باللهجة المصرية لتصدر في الفترات القادمة: "في أعمال أخرى هتبقى كلماتي فقط وألحانه فقط وأنا اتشرف يعني أتبسط جدًا حتى لو إحنا بنكتبها كتابة مشتركة.. أنا كنت مبسوط جدًا لإن هو مش سهل هو فنان كبير يعني. هو سنه صغير ولكنه فنان كبير".
الشامي واللهجة المصرية
أما عن قرار الشامي الغناء باللهجة المصرية، وهو ما بدأه في العام 2024 بأغنيته "خدني" ثم تابعة في دويتو "ملكة جمال الكون" مع تامر حسني، فيجد محمد الشافعي أن الشامي يتألق بشكل خاص باللهجة المصري: “صوته حلو قوي ويقدر يغني كل الألوان، وعلى فكرة أنا عجبني صوته بالمصري، الأغاني اللي إحنا عملناها بس لسه منزلتش أكتر بكتير من الأغاني الثانية" وتابع قائلًا: "الشامي مجتهد وهو بيتعب عالشغل وبنسهر نتكلم وما بياخدش الأمور ببساطة أبداً ولا بيستسهل ولا أي حاجة بالعكس هو عايز يطلع أقوى حاجة عنده لجمهوره".
محمد الشافعي بين الكتابة والغناء
أما محمد الشافعي، فهو بدوره شاعر شاب في بداياته، لكن ذلك لم يتعارض مع تقديمه عشرات الهيتات عبر السنوات القليلة الماضية مع أكبر نجوم العالم العربي، حيث بدأت هيتاته بأغنية "عليكي عيون" التي أعادت النجم أحمد سعد للساحة الفنية في العام 2022 بنجاحاتها المدوية. كما كتب لنجوم الإندي مثل كايروكي في أغنية "بسرح وأتوه" وكتب لحمزة نمرة في آخر ألبومين له أغاني مثل "القصة واللي كان" و"يا سهرانين". وكانت بين أغانيه الأنجح تجاريًا، دويتو "سبب فرحتي" لأصالة وأحمد سعد، والذي فاز بجائزة أفضل دويتو غنائي ضمن جوائز بيلبورد عربية للموسيقى 2024.
يخبرنا محمد: "أنا ماعملتش بس سبب فرحتي وعليكي عيون وبس.. لأ عملت أغاني مهمة كتير جداً لحمزة نمرة وتامر عاشور ووائل جسار ومجموعة كبيرة من الفنانين زي أبو بأغنيته "هليلة" وعزيز مرقة بأغنيته "مجنناني" ومجموعة أغاني كبيرة ما يقارب 100 أغنية فأنا مش عايز الناس تقتصرني على أعمال معينة." ويتابع ليخبرنا عن نجاحات مخبوءة يتمنى أن يعرف الناس بصمته فيها: "عملت أغنية 'بخاف' لمسلسل سيد الناس. الأغنية دي من أهم الأغنيات اللي عملتها في حياتي مع أحمد سعد ولاقت رواج كبير جداً وجالي عليها تعليقات فوق ما أتخيل".
كما فاجأنا بكشفه حصريًا لبيلبورد عربية أنه يعمل على تجربته الغنائية الخاصة بعيدًا عن الكتابة: "أنا بحضر كمان أغاني ليا زي EP ميني ألبوم بصوتي.. لأن أنا كنت مطرب قبل ما كون شاعر. وعايز أنقل تجربتي كاملة".
هذا التعاون الشبابي بين الشامي ومحمد الشافعي، والحماسة لتقريب المشهدين والرؤية خلفها، يتركاننا متحمسين لجيل جديد من المبدعين وصناع الأغاني الذي يثبتون نفسهم على الساعة الفنية، ويفرضون حضورهم بما تؤكده الأرقام والمشاهدات وحماسة الجمهور الكبيرة.






