بعد مرور ما يقارب شهرين على إصداره أغنية "بتهون"، عاد الشامي بأغنية منفردة جديدة حملت اسم "كيفو". الأغنية الجديدة شهدت توسيع الشامي لأفق تعاوناته؛ فبعد أن كان قد كتب كلمات "بتهون" ولحنها وشارك بتوزيعها بنفسه، نجده في "كيفو" يتعاون لأول مرة مع الشاعر الغنائي محمد الشافعي، ليتشارك معه بكتابة كلمات الأغنية، ويتعاون مع المنتج الموسيقي ريان آغا، فيما لحّن الشامي الأغنية بنفسه، كما هي العادة دومًا.
الشامي يكسر النمطية
استطاع الشامي أن يقدّم أغنية مختلفة عن الأغنيات التي شكّلت نجاحاته في العامين الماضيين وحتى مطلع 2025، والتي كان يتعاون فيها مع الموزع الموسيقي فؤاد جنيد، مثل "يا ليل ويالعين" و"دكتور" و"وين". ففي أغنيته الجديدة لم يكتفِ بمحاولة إعادة إنتاج الأسلوب ذاته بالتعاون مع أسماء مختلفة، بل اختار أن يسلك خطًّا فنيًا جديدًا كليًا، أكثر حيوية، ليعلن عن بدء مرحلة جديدة من مسيرته.
الموسيقى جاءت بتوزيع ريان آغا، الذي اعتمد مزيجًا متنوّعًا من الإيقاعات: بيت هاوس غربي ينكسر فجأة على إيقاع دربكة شرقي، لينقل الأغنية إلى مساحة مغايرة ويشعل الأجواء بطاقة غير مألوفة. هذا التداخل الجريء منح العمل هوية خاصة، وأثبت أن الشامي يبحث عن صوت جديد، ولا يحاول أن يجتر نجاحاته السابقة أو يحاكيها.
كلمات لا تشبه ستايل الشامي
أما على مستوى الكلمات، فشهدت الأغنية نقلة نوعية. فهذه هي المرة الأولى التي يتعاون فيها الشامي مع شخص آخر في كتابة الكلمات. ويبدو أن محمد الشافعي كان خيارًا موفقًا، لتأتي الكلمات بروح شبابية عفوية كانت غائبة عن أغاني الشامي، الذي اعتاد دومًا البحث في قواميس اللغة عن مفردات غير شائعة لصياغة مفرداته الشعرية المركبة؛ فالشامي له أسلوب واضح بالكتابة ويمكن تلمس المقاطع التي كتبها في الأغنية الجديدة، مثل: " يا نبرة بوسط قلبي عايشة بنُصّ الوريد/ يا صفحة بقلب كُتبي بتحكي كل الحكي".
لم يتخلَّ الشامي عن هذه الشعرية تمامًا في "كيفو"، ولكن مزجها مع لغة محمد الشافعي، ليقدما مزيجًا أكثر حيوية، يستمد جماليته الشعرية من البحث بلغة الشارع، ويصوغا أغنية تبدو وكأنها مبنية على قصة حب واقعية، ليست مباشرة وتترك مجالًا للتأويلات والتراكيب الشعرية المركبة.
وللمرة الأولى نسمع الشامي يغني بعفوية تتخللها كلمات إنكليزية أو معربة، ليفاجئنا بكسر اللغة بمصطلحات مألوفة وشائعة الاستخدام في اللغة الدارجة، عوضًا عن أسلوبه المعتاد.
حكم أولي
ويمكن القول أن "كيفو" قد تكون علامة فارقة في مسيرة الشامي. ليس فقط لأنه اختار هذه المرة لغة أقرب إلى نبض الشارع وأكثر واقعية، عرف فيها كيف يمزج بين البساطة والشعرية، ولا بسبب الكليب الذي بدا فيه مختلفًا عن الصورة الرومانسية التي رسمها لنفسه، وإنما بسبب ما تعكسه الأغنية من تطور، ولاسيما بالعقلية المنفتحة على التغيير وعلى الاستفادة من أفكار مختلفة بالتعاونات، عوضًا على الانكفاء الذاتي الذي قد يوصل أي فنان للتكرار والدوران بدائرة مفرغة.






