أطلق الفنان حمزة نمرة الجزء الأول من ألبومه الجديد "احكي – الوجه الأول" عبر يوتيوب والمنصّات الرقمية، وهو إصدار يمهّد لعملٍ موسيقي كامل سيكتمل مع إطلاق الوجه الثاني في 12 يناير المقبل.
يضم "الوجه الأول" للفنان حمزة نمرة، 4 أغنيات تعكس مراحل مختلفة من التجربة العاطفية، بين الخوف، التردّد، الرحيل، والسعادة، بأسلوب يمزج بين الرومانسية والواقعية التي تميّز هوية نمرة الفنية.
"احكي" في حوار مع القلب الخائف من الاعتراف
تظهر أغنية "احكي" كأكثر لحظات الألبوم قرباً من القلب، حيث يقدّم حمزة نمرة حواراً داخلياً مع ذاته، يحاول فيه أن يحرّر مشاعره من الخوف والتردد.
الكلمات التي كتبها محمود فاروق ترتكز على فكرة أن القلب، رغم طيبته، صار يخاف من الحب بعد محاولات لم تُصِب أهدافها. ويظهر ذلك بوضوح في مقاطع مثل: "من إمتى يا قلبي بتخاف أنا عمري ما شفتك خواف" أو "ليه تفضل شايل جواك وجراح بتسلم لجراح".
اللحن الذي وضعه حمزة نمرة يدعم هذا المزاج التأملي، بينما يأتي توزيع أندريه مينا بنَفَس هادئ يجمع بين الغيتارات والوتريات الخفيفة، ليخلق مساحة موسيقية تشبه جلسة مصارحة مع النفس، هادئة، صادقة، وممتلئة بالتردد الجميل قبل الاعتراف.
"ومشيت"..حين يصبح الإحساس البوصلة الوحيدة
في أغنية "ومشيت" يواصل حمزة نمرة رحلة الألبوم نحو أعماق التجربة الإنسانية، لكن هذه المرة من زاوية مختلفة تماماً: اتّباع الإحساس مهما كان الطريق معقّداً.
الكلمات التي كتبها محمود فاروق ترسم ملامح شخص يختار أن يعيش مشاعره كما هي، بلا أقنعة وبلا حسابات، وتظهر واضحة في مقاطع مثل: "ما حيلتيش يا ناس إلا مشاعر مصدقها لو فين واخداني".
لحن الأغنية حمل توقيع حمزة نمرة ومحمد علي، وجاء نابضاً بإيقاع يشبه خطوات الرحلة نفسها، تارةً مطمئنة، وتارةً مترددة، لكنها دائماً صادقة.
وتولّى نمرة توزيع العمل، مانحاً الأغنية طابعاً موسيقياً متنقّلاً بين الإيقاع الشرقي الخفيف والوتريات الدافئة. أما الإيقاع الذي قدّمه محمد أكاتاي فكان العنصر الذي ربط كل تلك التفاصيل، ليصنع مساراً موسيقياً يشبه تماماً عنوان الأغنية: خطوات تمشي ولا تتوقف.
"ومشيت" عمل يتحدث عن الخسارة كجزء طبيعي من الطريق، وعن الربح كهدية، وعن أن المهم ليس النتيجة بل أن يبقى الإنسان إنساناً.
"إهدى"في مصالحة مع الزمن وراحة تأتي بعد الاعتراف
تجسّد أغنية "إهدى" الوجه الأكثر نضجاً وهدوءاً في الألبوم، حيث يقدّم حمزة نمرة عملاً يتعامل مع الألم من زاوية مختلفة: ليس مواجهته بل تهدئته.
الأغنية التي كتبها خالد عصام ولحّنها أيضاً، تبدو كرسالة داخلية لطيفة لشخص أثقلته التجارب ولم يَعُد يرى سوى الخسارات، كما تظهر في افتتاحيتها:
"اهدى ما تزعلش نفسك ايه اللي ف الدنيا يستاهل" المعنى المركزي هنا يتمحور حول الصفح عن الزمن وترك كل ما يُطفئ النور، وهي فكرة تتكرر في الجملة المحورية: " يغور كل اللي يطفي ف قلبك نور". أما التوزيع الموسيقي الذي حمل توقيع خالد عصام أيضاً، جاء ناعماً ومدروساً، يعتمد على مزيج شرقي دافئ بين الغيتارات.
"طاير م السعادة" لحظة الفرح التي طال انتظارها
يختتم حمزة نمرة "الوجه الأول" بأغنية "طاير م السعادة"، العمل الأكثر إشراقاً وحيوية بين أغنيات الألبوم. هنا يترك نمرة المساحة كاملة للاحتفال، ويقدّم أغنية تُشبه اللحظة التي يصل فيها الإنسان إلى فرحٍ صادق طال انتظاره.
الكلمات التي كتبها محمود فاروق تعبّر عن حالة صفاء نادرة، تتجسد في افتتاحية مرهفة:
"واهي دي اللحظة اللي أنا مستنيها وما كناش نحلم بيها يا قلبي زمان".
تتدرّج الأغنية نحو موجة من التفاؤل، حيث يصبح الفرح حالة ملموسة، لا مجرد شعور عابر، ويظهر ذلك في الجملة المحورية التي تختم كل مقطع: "ده أنا طاير م السعادة وعايش حالة".
اللحن والتوزيع حملَا توقيع أندريه مينا، الذي بنى عملاً خفيفاً ومنتعشاً يعتمد على الغيتارات الملوّنة، وعلى إيقاع متصاعد يمنح الأغنية طاقة احتفالية واضحة. "طاير م السعادة" ليست فقط نهاية الألبوم، بل ذروته العاطفية، أغنية تُثبت أن البدايات الجديدة أحياناً تأتي بشكل أغنية خفيفة، صافية، ومُفعمة بالأمل.
حمزة نمرة يواصل صعوده على قوائم بيلبورد عربية
بالتزامن مع إطلاق الوجه الأول من ألبوم "احكي" يواصل حمزة نمرة تعزيز حضوره على قائمة بيلبورد عربية 100 فنان، محققاً هذا الأسبوع تقدّماً ملحوظاً بعدما صعد إلى المرتبة 26، متقدماً 8 مراكز كاملة بعد أن كان في المرتبة 34 الأسبوع الماضي.
هذا الارتفاع الجديد يعكس تفاعل الجمهور مع أعماله الأخيرة، خصوصاً مع الزخم الذي رافق صدور ألبومه الأخير "قرار شخصي".





