قبل ثلاثة أيام فقط من حفلها المنتظر على مسرح رويال ألبرت هول، أصدرت أنغام مفاجأة لمحبيها مع أغنيتها الجديدة "سيبتلي قلبي"، وقدمتها لأول مرة لجمهورها مباشرة من هذا المسرح العريق.
الأغنية تمثل أول إصدار رسمي لها منذ ألبومها الطويل "تيجي نسيب" -إذا استثنينا ظهورها في بعض الحملات الإعلانية خلال رمضان الماضي- كما أنها تأتي بعد الأزمة الصحية الحادة التي مرت بها، و استلزمت سفرها للعلاج، وخضعت على إثرها لجراحة دقيقة في البنكرياس في ألمانيا.
تعاونت أنغام في هذه الأغنية للمرة الأولى مع الشاعر تامر حسين، فيما تولى التلحين عزيز الشافعي والتوزيع نادر حمدي. وبالعودة إلى تصريحات تلفزيونية سابقة للشافعي يمكن القول إن هذه الأغنية كانت قيد التحضير في الفترة نفسها التي وجدت أنغام نفسها فيها تستعد للسفر للعلاج.
حكاية جديدة على أنغام
من الناحية الفنية تقدم أنغام هنا وجهًا آخر للحب، إذ نادرًا ما كان الضعف أو الاستسلام خيارها في أغنياتها عبر مسيرتها الطويلة. لكنها في "سيبتلي قلبي" تختار أن تكشف هشاشتها بصوتها الرقيق، وهي تروي ألم الفقد والانفصال بعد انتهاء علاقة حب، ويظهر ذلك بوضوح في لازمة الأغنية: "وافتكر إنك بقى ليك/ دُنيا لوحدك واتحسر/ إحساسي ده بإيه يتفسر/ ما انت خلاص سيبتلي قلبي" والتي جسدت الانكسار العاطفي بصدق مؤثر.
أما الكليب الذي أخرجه عادل جمال فجاء بسيطًا ومباشرًا للأغنية، وقد تم تصويره قبيل سفرها للعلاج. وتطل أنغام على شاطئ البحر في المشهد التقليدي المعتاد حيث يفضفض الفنان لموج البحر عن حب قديم وجرح لم يلتئم.
حكم أولي
لا خلاف على أن أنغام واحدة من أفضل الأصوات على الساحة المصرية منذ عقود طويلة، ولا يمكنها أن تخطئ في أي أداء أو إحساس، حيث يحمل صوتها مشاعر الفرح والحزن بذات القوة. وهذه الأغنية، بأحاسيس الفقد والحسرة التي ضمتها، هي خير مثال على ذلك.
بصمة تامر حسين ظهرت واضحة في الكلمات، وإن بدت في البرهة الأولى غريبة على جمهور أنغام، لكنها سرعان ما تأسر المستمع لاحقًا. فيما عزز عزيز الشافعي بحسه الموسيقي قدرة الأغنية على الموازنة بين الشجن واللحن السلس، حتى عزف الناي في الفواصل جاء كجرس يوقظ جرحًا قديما في ذاكرة المستمعين
"سيبتلي قلبي" أغنية خُلقت لتُغنّى بصوت أنغام تحديدًا، فهي من تلك الأعمال التي يصعب تخيلها بصوت آخر. وهي تجسيد لمدى اختلاف الحال حين ينتقي الفنان أغانٍ عشوائيًا مما يسمعه لدى شاعر أو ملحن، وحين يصل مرحلة من الأيقونية في مسيرته حيث تصنع الأغاني وتُفصّل على قياسه خصيصًا.