يصادف اليوم ذكرى رحيل الفنانة وردة، التي يختزل الكثيرون حكايتها بعلاقة الحب التي جمعتها بالملحن بليغ حمدي، في سياق متسرع ينسبون فيه الفضل لبليغ بالمكانة التي احتلتها وردة في الطرب العربي. لذا، اخترنا في هذه المناسبة أربع أغانٍ جمعتها بملحنين مختلفين، حققت معهم نجاحات فارقة في مسيرتها.
لعبة الأيام
غنت وردة "لعبة الأيام" قبل أن تعتزل عام 1963. جاءت الأغنية من ألحان السنباطي، وبرزت في المرحلة الأولى من مسيرتها؛ مرحلة ما قبل الاعتزال، التي تعاملت فيها مع العديد من الملحنين الكبار، كمحمد فوزي ووديع الصافي ومحمد الجموسي. يبقى السنباطي أكثر من عرف كيف يتعامل مع خامة صوت وردة، التي كانت جديدة على الأغنية المصرية حينذاك؛ لتبقى حاضرة في المشهد الموسيقى المصري عبر لعبة الأيام طوال فترة اعتزالها، التي دامت قرابة عشرة أعوام.
لولا الملامة
عادت وردة من عزلتها عام 1972 بأغنية العيون السود التي لحنها لها بليغ حمدي، في سنة زواجهما. لم يستمر هذا الزواج لأكثر من سبعة أعوام، قدمت وردة حينها العديد من الروائع من ألحان زوجها واستمرا بالتعاون حتى بعد طلاقهما. مع ذلك، جاءت أجمل أغانيها في السبعينات عبر تعاونها مع محمد عبد الوهاب، وبالتحديد في "يوم وليلة" و"لولا الملامة". أتاحت الأخيرة لوردة اللعب على المقامات المختلفة التي تتبدل مع تبدل الحالات العاطفية، لتؤدي الافتتاحية واللازمة المبهجة على مقام النهاوند، وتؤدي المقاطع المتبقية بنبرة أكثر حزنًا على مقامي البيات والحجاز.
بتونس بيك
بحثت وردة دومًا عن مقومات الاستمرار مع تبدل الأذواق الموسيقية عبر العقود. ففي الثمانينات حملت راية الأغنية الطربية في وجه التغييرات الثورية، وقدمت أيقونتها "أكدب عليك" من ألحان الموجي. أما في التسعينيات، انتحت وردة للريح قليلًا بتعاونها مع صلاح الشرنوبي في أغنية "بتونس بيك"، الذي صنع لحنًا طربيًا بقالب مختلف أكثر حركية، يناسب الذوق العام في عصره، واعتمد على الأكورديون والكمانجات ليمزج أصوات تناسب أجيال مختلفة من المستمعين.
أيام
تضمن الألبوم الأخير لوردة أغنية "أيام" من كلمات منير بو عساف وألحان بلال الزين، والتي شاءت الصدفة أن يتأجل إصدارها حتى عام 2012، بعد رحيلها. توقيت إصدار الأغنية جعلنا نتلقاها بعاطفة أكبر، ولكنها تبقى بموضوعية بين أفضل أغاني وردة. كل تفاصيل الأغنية مثيرة للدهشة، من صوتها الذي أنهكته السنين مرورًا بأداءها العاطفي للكلمات التي تتمنى فيها إعادة الزمن، وانتهاءً باللحن الطربي العصري الحزين، بحيث لا يمكن تخيل أغنية أفضل كخاتمة لمسيرتها.