شهد الحفل الأخير للفنان محمد رمضان في الساحل الشمالي، الخميس الماضي، حادثًا مأسويًا أودى بحياة شاب وأصاب ستة آخرين، نتيجة انفجار أسطوانة غاز ضمن معدات الألعاب النارية على المسرح.
فداحة الحادث، وكونه وقع في حفل واحد من أكثر الفنانين إثارة للجدل، أثارا نقاشات كثيرة لم تتوقف عند حدود الفعالية الفنية، بل تعدته إلى نشاط رمضان اللاحق للحفل، وتعليقاته على الحادث، وأثارت المزيد من الانقسام حول الفنان الذي اشتهر باللقب الذي أطلقه على نفسه، وتغنى به: "نمبر وان".
هل تجاهل محمد رمضان الكارثة؟
أثار طرح رمضان لأغنيته الجديدة "يلا يلا" بعد ساعات فقط من الحادث موجة من الانتقادات على السوشال ميديا. بالنسبة لعدد كبير من المتابعين، بدا تصرّفه وكأنه تجاهل للحزن العام المرتبط بوفاة أحد أعضاء فريق العمل، الشاب حسام حسن، الذي ضحى بنفسه، كما قيل، لإنقاذ الجمهور من كارثة أكبر.
صدرت الأغنية مساء اليوم التالي مباشرة، ما دفع البعض للتساؤل: ألم يكن بالإمكان تأجيل الإصدار احترامًا للضحايا؟ وهل تعاقدات الفنان أكثر أهمية من السياق الإنساني الذي يتحرك فيه؟
رمضان ردّ على هذه التساؤلات بمنشور مباشر قال فيه:
"بالله عليكم بلاش مزايدات ده تعاقد مع شركة أجنبية ومقدرش مانزلش الاغنية في ميعادها
محدش بيقدر بلده ولا رجالته ولا جمهوره قدي".
كما نشر لاحقًا فيديو أكد فيه أنه أوقف الحفل فور وقوع الانفجار وساهم في مساعدة المصابين، معبرًا عن حزنه العميق لما جرى، وموجّهًا اللوم لمن "يشمتون" حسب وصفه، ومضيفًا:
"اللي مات كان بيشتغل وبيأكل عيش… وهيقابل ربنا شهيد".
"محاولة اغتيال": ما الذي دفع محمد رمضان لهذا التفسير؟
لكن الملاحظة الأبرز، وربما الأكثر إثارة للجدل، جاءت من منشور محمد رمضان الأول بعد الحادث، حيث كتب ما اعتبره كثيرون "قفزة دراماتيكية على الواقع"، إذ كتب فيه:
"صوت قنبلة مالوش علاقة بالفايروركس.. والله محاولة اغتيال مكتملة الأركان!"
المنشور أُزيل بعد ساعات دون تفسير، لكن أثره بقي. فقد رأى البعض في هذا التصريح إغراقًا في فكر المؤامرة، أو محاولة لحرف الأنظار عن المسؤوليات المحتملة.
يعزز هذا الشعور لقطة متداولة من حفل لرمضان ينفعل فيها أثناء وقوفه على المسرح بسبب تكرار مشكلة تقنية في الصوت، قائلًا: "جوّ قديم وبلدي"، قبل أن يتوجه بكلامه الغاضب إلى مسؤول الصوت قائلًا: "إوعى تعمل كده تاني… إوعى تسمع كلام حد مهما كان مين"، في إشارة على أن تخريب الصوت مدبَّر بفعل فاعل.
لكن لماذا اعتقد رمضان أنه مستهدف؟
سؤال لا يمكن الإجابة عنه دون النظر إلى "البراند" الذي بناه محمد رمضان على مدار سنوات. فهو الفنان الذي صاغ مسيرته على خطاب القوة والتحدي والانتصار على كل من "يكره نجاحه"، بحسب ما يردده دومًا. من أغنية "نمبر وان" إلى مشاهد الترف والقوة في كليباته، والخطاب المتكرر عن "الحسد" و"العداوة"، تبدو شخصية رمضان وكأنها ترى العالم ساحة صراع دائم، والانتصار عليها هي مهمته.
النيابة تتحرك وتخلي سبيل المتهمين
في موازاة الجدل الإعلامي، قررت نيابة العلمين إخلاء سبيل سبعة أشخاص على ذمة التحقيق، بينهم فنيون وعاملون في تجهيزات الحفل، بعضهم بكفالة مالية بلغت 50 ألف جنيه. كما أصدرت أمرًا بانتداب فريق من الأدلة الجنائية لمعاينة المكان، وتحديد أسباب الانفجار، وبداية الحريق ونهايته، ومراجعة إجراءات التخزين والسلامة المرتبطة بمعدات العرض.