غضب الشاعر الغنائي مصطفى حدوتة من سخرية الملحن عزيز الشافعي بعد وصف حدوتة المتكرر لنفسه أنه "أقوى شاعر في مصر". هاجمه مصطفى حدوتة في لقاء تلفزيوني قائلًا: "رأي عزيز يحتفظ بيه لنفسه".
كان ذلك ردًا على تعليق الأخير منذ ثلاثة أسابيع عبر موقع فوشيا بقوله: "أنا بتابع الناس المحترمة القديمة، محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي والموجي والسنباطي ومذاكرهم كويس جدًا، مفيش حد بيقول على نفسه كده، مفيش حد فيهم قال الكلام الهايف ده، مفروض إن الناس هي اللي بتقول، الناس الكبار مبيقولوش كده".
كيف بدأت الـ"حدوتة"؟
بدأ الجدل بعدما سُئل مصطفى حدوتة عن مكانته بالمشهد الموسيقي حاليًا. قال أنه يعتبر نفسه "أقوى شاعر في مصر". وبرر ذلك بنجاح أغانيه "حسب أرقام المشاهدات".
كما قال أنه "حين يسمع أغاني أخرى يشعر أنه لو كتبها ستصبح أفضل". وأوضح أن "كل كاتب عنده طريقته الخاصة، "بس أنا شايف طريقتي أفضل". أيضًا، في لقاء آخر، شبّه حدوتة نفسه بفريق كرة القدم بالنادي الأهلي، ورأى أنه إذا فاز لمدة خمس سنين بالدوري والكأس وكأس العالم للأندية، فمن حقه أن يعتبر نفسه أفضل فريق بالعالم.
في كل تلك التصريحات كان مصطفى حدوتة ينفي تمامًا اعتبار ذلك غرورًا منه.
يقول حدوتة، "أنا مش هقول دوت بالزيف، ده بالأرقام". ضرب بعدها أمثلة لأغاني كتبها سابقًا: "أعلى أغنية في ألبوم عمرو دياب العام الماضي 2024 وهي "قمر"، "بنت الجيران" عاملة مليار فيو"، "عود البطل" 500 مليون فيو، "مسيطرة" 370 مليون، "وسع وسع"، "مخاصماك", قائلًا بأن شعراء وصناع من أجيال سبقته، وفي جيله لم يحققوا تلك الأرقام.
عزيز الشافعي وغيره سخروا من حدوتة
لم يكن عزيز الشافعي الوحيد الذي علّق على تصريح مصطفى حدوتة. فالشاعر تامر حسين تحدّث عن أنه يرى حدوتة "يعبر عن أحلامه وطموحاته الشخصية". قال "الراجل بيحلم ويتمنى، ربنا يوفقه ويبقى أحسن واحد في الكوكب، أكيد هو عارف إن هو بيهزر أو بيشغل الميديا بس".
مزح بعدها موضحًا أن الصناع كزملاء يتبادلون تلك التصريحات ويضحكون عليها، فهم لم يروا أيمن بهجت قمر أو بهاء الدين محمد أو غيرهم يتحدث عن كونهم أحسن الشعراء في مصر، ضاربًا أمثلة بعلامات شعرية من الأجيال القديمة مثل صلاح جاهين والأبنودي. وختم حديثه بقوله "بيهزر في الميديا عشان انتم تجيبوه في برامج والحاجات دي".
بينما دافع الموزع توما عن حدوتة مصرحًا "مصطفى حدوتة صاحبي جدًا، اللي ميعرفش مصطفى هو طيب جدًا، انا قعدت معاه واشتغلت معاه في رمضان اللي فات، اشتغلنا مع محمد رمضان وكان غير اللي هو بيقوله ده، هو يقول على نفسه أنا جامد وأنا رقم واحد وأنا نمبر وان هو حر، الناس هي اللي بتحدد وشغلك هو اللي بيفرض نفسه".
مصطفى حدوتة كمان وكمان
يبدو أن حدوتة يتجاهل كل تلك التعليقات. يظهر ذلك عندما تحدث على هامش افتتاح فيلم "قصر الباشا"، عن تعاونه مع مسلم بأغنية الفيلم. وتعاونهما من قبل في فيلم "إكس مراتي" بأغنيتي "أنا بابا" و"وحش"، في ظل فترة توقيف الأخير عن الغناء، ممازحًا "عشان تعرفي بس إن حدوتة بيعرف يعمل حاجات محدش بيعرف يعملها".
ورد على منتقديه بقوله "شايف إن هما يتكلموا براحتهم، أنا مبتكلمش عن حد، انا بتكلم عن نفسي، بنصح كل حد اطلع اتكلم عن نفسك، ممكن أمري يهمك لكن أمرك ميهمنيش". وأردف بعدها "طبيعي إن جزء يفرح ويشيد بالموهبة، وجزء يتضايق إنك ناجح، بيقولوا عدوك ابن كارك".
يفتح حديث مصطفى حدوتة الحوار مرة أخرى، لكن هذه المرة أبعد من قصته الشخصية، سواء بالهجوم عليه أو دعمه، بل ليجعل المتابع للمشهد الموسيقي يتساءل عن مدى جدوى الأرقام وتأثيرها على الصنّاع على اعتبارها "العامل الوحيد المهم". فإذا كانت هكذا بالفعل، ربما من حق حدوتة أو غيره يتباهى بالأرقام.
واللافت في مجمل تلك النقاشات كانت الأرقام وحدها هي الأرضية التي يتحدث من خلالها المؤيد والمعارض، دون ذكر كبير لمدى جودة الأغنية شعريًا ومحاكمتها نقديًا على ذلك. لكن هل النقاش فعليًا حول نجاحات إنتاجات الأشخاص المذكورين أم أن له أبعاد متعلقة باختلاف الأجيال واختلاف وجهات النظر حول الشخصيات الفنية؟






