خرجت أغنية "يا سيدي" لفرقة أورونج بلوسوم سنة 2014 ضمن ألبومها "Under the Shade of Violets"، وتعاونت فيه الفرقة مع الفنانة هند أحمد حسن، المعروفة باسم هند الراوي. هند الراوي هي مغنية وملحنة وكاتبة كلمات، صبت اهتمامها على الإرث الموسيقي الفلكلوري، وقدمت عروضًا مع جمالات شيحة، إحدى رائدات الفن الشعبي المصري. عملت أيضًا مع فرق كثيرة منها فرقة النيل عام 2003، وقدّمت ألوانًا مختلفة من الغناء الشعبي، من البدوي إلى الصعيدي والنوبي، مستفيدة من صوتها القوي وقدرتها على التأقلم مع الأنماط المتعددة.
عام 2014، كانت فرقة أورونج بلوسوم تبحث عن موهبة جديدة للألبوم. زاروا القاهرة وتجولوا بين الفعاليات الموسيقية، حيث حضروا حفلة لهند كانت تغني فيها مع أختها سارة الراوي، ما جذب انتباههم إلى صوتها الفريد، فطلبوا منها الانضمام إلى مشروعهم وحضور جلسة تسجيل تجريبية.
في مقابلة، أوضحت هند أنها شعرت بأن الفرقة كانت تبحث عن شيء معين وجدت صوته مناسبًا له. رغم حاجز اللغة بين الطرفين، وعلى الرغم من أنها لا تجيد اللغة الأجنبية وأعضاء الفرقة بدورهم لا يجيدون العربية، إلا أنهم تمكنوا من التواصل من خلال الموسيقى. وهكذا، استمعت هند لموسيقاهم وبدأ العمل على أغنية "يا سيدي"، التي أصبحت واحدة من أبرز أغاني الألبوم.
كتبت هند كلمات الأغنية ولحنتها بنفسها وهي بعمر 18 سنة. وبعد أن استمعت إلى موسيقى الفرقة، طوعت اللحن ليتماشى معها، بإرشادات من قائد الفرقة كارلوس روبلز أريناس. تم تسجيل الأغنية في مصر ثم أعيد تسجيلها مع أعضاء الفرقة بتقنيات مختلفة في فرنسا. كما غنت هند جميع الأغاني الأخرى في الألبوم وشاركت بجولة مع الفرقة في مجموعة من المدن الأوروبية عام 2016.
تدور كلمات "يا سيدي" حول جرح عميق شعرت به هند، وكأنها جزء من العلاج النفسي ورحلة الشفاء الطويلة بعد العذاب. أما اللحن، فقد دمجت فيه أكثر من أسلوب وأبقت على الطابع المصري، مع الموسيقى التي صاغتها الفرقة. اعتمدت الفرقة على توزيع موسيقي مميّز، حيث استلهمت الدقات من الإيقاع الشرقي وتركت للكمان الدور الأساسي في صياغة اللحن.
حققت "يا سيدي" شهرة كبيرة، وأصبحت الأغنية الافتتاحية لمسلسل نيتفلكس الفرنسي "Marseille" في عام 2016، ولا تزال تحظى بنسبة استماعات عالية حتى اليوم. دخلت الأغنية إلى قوائم بيلبورد العربية، حيث ظهرت على قائمة أعلى 50 إندي عربي لمدة 9 أسابيع ووصلت إلى المركز 14، كما تقدّمت على قائمة هوت 100 لتصل هذا الأسبوع لأعلى مركز لها في المرتبة 32.
فتحت هذه المشاركة أبوابًا جديدة لهند، مما أتاح لها التعامل مع فرق عالمية مختلفة، مثل فرقة "DHOAD Gypsies of Rajasthan". كما قدمت عروضًا خاصة في مدن متعددة، مثل مدريد، إلى جانب مشاركتها في الحفلات الرسمية في مصر، مثل افتتاح طريق الكباش في الأقصر واحتفالات موسم فيضان النيل.