بعد غياب طويل عن الساحة الغنائية، عادت نسرين طافش بأغنية جديدة حملت اسم "روقان"، معلنة بذلك تراجعها عن قرارها باعتزال الغناء. شكّلت الأغنية مفاجأة للمتابعين، لا سيما أن الفنانة التي لمع اسمها في مجال التمثيل كانت قد صرحت عام 2023 بأنها لن تعود إلى الغناء.
هذه العودة تأتي بعد ما يقارب ست سنوات من التوقف عن إصدار أعمال غنائية رسمية، حيث صدرت آخر أغنياتها المنفردة "ع الحب روح وسلملي" عام 2019. ومنذ ذلك الحين، اكتفت نسرين بتقديم بعض الكوفرات لأعمال كلاسيكية مثل "أومن" للسيدة فيروز، مع تركيزها الأساسي على مسيرتها التمثيلية التي تُعدّ ركيزة شهرتها الفنية باعتبارها واحدة من أبرز نجمات الصف الأول في الدراما السورية منذ مطلع القرن الحالي.
دخلت نسرين عالم الموسيقى عام 2017، وبدت الأكثر جدية ونجاحًا بين نجوم الدراما السورية الذين خطوا خطوات مشابهة. قدمت مجموعة من الأغنيات المنفردة، إلى جانب ألبوم غنائي واحد. ورغم أن بعض أغانيها حققت انتشارًا كبيرًا، إلا أن مسارها الموسيقي كان مُعبدًّا بالأشواك، فأغنيتها الأولى "متغير عليي"، كانت سلاحًأ ذو حدين: كشفت من ناحية عن قدرات نسرين الصوتية التي تؤهلها أن تكون نجمة بوب، ولكنها بينت من ناحية أخرى أن خياراتها الموسيقية - ولاسيما الكلمات - سيئة، حيث تحولت لازمة الأغنية "متغير عليي لأنك متغير عليي" إلى مادة ساخرة على مواقع التواصل، يستخدمها البعض في سياق هجومي عند الحديث عن مشاريع نسرين الفنية خارج التمثيل.
لكن "روقان" جاءت بروح مختلفة عن كل ما سبقها، لذلك يمكن وصفها أنها عودة محسوبة وناضجة. اختارت هذه المرة أن تقدم نفسها باللهجة المصرية، وتعاونت مع الشاعر الغنائي محمد الغنيمي والملحن مصطفى باسي والموزع محمود الشاعري، لتأتي الأغنية بمزاج مختلف تمامًا عن تجاربها السابقة، وتفتح الباب أمام قراءة جديدة لمسيرتها الغنائية.
حكم أولي على "روقان"
تقدم "روقان" نسرين طافش بصورة أكثر نضجًا وتصالحًا مع الذات، من خلال أغنية خفيفة الظل تحمل في باطنها ردًا واضحًا على كل الانتقادات السابقة. بلحنها الرشيق وإيقاعها الراقص، تنجح الأغنية في بث طاقة إيجابية عالية. أما الكلمات، فهي تبدو العنصر الأقوى هذه المرة، بخلاف أغانيها السابقة، لتستخدم لغة مستمدة من الواقع المعاصر الذي باتت مفردات وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا فيه، وكأنه إعلان بتجاهل كل التعليقات التي هاجمتها وأنها ستحافظ على حالة "الروقان":
" حبة روقان روقان/ رقص ولعب وفصلان/ وكمان ضحك بصوت عالي/ يا دلع دلعنا كمان/ يلا بلوكات للناس اللي تجيب وجع الراس/ دي الراس متكلفة غالي والقلب أبيض حساس".
ورغم جودة الأغنية وتفوقها على إصدارات نسرين طافش السابقة، لكنها لا تخلو من العيوب، فالفيديو كليب الذي يسحب حرفيًا المستمعين من الحياة الروتينية إلى شاطئ نسرين طافش، يبدو هجينًا، من الصعب تقبله، وهو ما قد يؤثر بالسلب على أداء الأغنية.