عملت المطربة نسمة محجوب على مدار عام كامل على تدريب بطلة الفيلم الفنانة منى زكي على تقنيات الغناء، وحركات التعبير الجسدي، وتفاصيل الأداء التي تميزت بها كوكب الشرق.
كما قدّمت نسمة 12 أغنية لأم كلثوم خلال مشاركتها في فيلم "الست" العمل السينمائي الضخم، كما
وتُعد هذه المشاركة نقلة مهمة في المسيرة الفنية لنسمة محجوب، التي بدأت مشوارها الفني في سن صغيرة من خلال برنامج ستار أكاديمي الذي فازت بلقبه في الموسم الـ 8. كما شاركت عام 2013 في النسخة العربية من فيلم ديزني "ملكة الثلج" الذي قدّمت فيه شخصية إلسا.
التقت بيلبورد عربية بنسمة محجوب في القاهرة، للحديث عن تفاصيل مشاركتها في الفيلم الذي أثار جدلًا واسعًا منذ الإعلان عنه، نظرًا لتناوله حياة أيقونة الغناء العربي أم كلثوم.
كيف تم ترشيحكِ للعمل في فيلم بحجم «الست»؟
الحمد لله، تربطني بالموسيقار هشام نزيه أعمال كتير، كان فيلم الست تتويجًا لهذا التعاون المستمر. هشام نزيه رشّحني لتدريب الفنانة منى زكي صوتيًا، والإشراف على أدائها الغنائي بالكامل، بما في ذلك حركة الجسد، وتعابير الوجه وفتح الفم وحركة الشفاه وكل ما يخص المجهود العضلي المرتبط بالغناء. كنت المسؤولة عن كل هذه التفاصيل، استغرق العمل على الفيلم نحو عامين؛ السنة الأولى خُصصت بالكامل لتدريب منى زكي، والسنة الثانية كانت للتسجيل الصوتي. أشكر هشام نزيه، ومنى زكي، والمخرج الكبير مروان حامد على ثقتهم الكبيرة بي، وإتاحة الفرصة لي لإضافة جزء من روحي إلى فيلم يتناول أيقونة بحجم أم كلثوم».
هل كان الهدف تقديم أداء مطابق تمامًا لأم كلثوم أم كانت هناك مساحة للتفريد؟
بما أننا نجسّد شخصية أم كلثوم ونغنّي أعمالها الأصلية، فلم تكن هناك مساحة كبيرة للارتجال. كان علينا تقديم الأغاني بنفس العُرَب، وبنفس أماكن النفس، وبأقصى قدر من التطابق. حتى أدق الاختلافات الصوتية كان يجب مراعاتها ومطابقتها، حتى أثناء التسجيل، كنت أسجّل صوتي متزامنًا تمامًا مع أداء أم كلثوم الأصلي، دون أي ارتجال، وهو ما جعل فترة تدريب منى زكي طويلة، لأننا كنا نضع أنفسنا داخل قالب أم كلثوم بالكامل، من البداية وحتى النهاية».
أقصد شيء أكثر تفصيلًا عن ذلك، مثلًا كيف وصلتي إلى توافق في أغنية "إن كنت أسامح" التي نعلم مدى طبقاتها صعبة الغناء؟ وكيف قدمتيها بشكل مختلف؟
كوني مطربة درست الموسيقى وأدرّس الغناء أيضًا، فإن الطبقات العالية الحمد لله مكنتش بتمثّل صعوبة بالنسبة لي، بل تمكنت كذلك من تدريب منى زكي عليها، غنية إن كنت أسامح ظهرت في أكثر من مشهد داخل الفيلم وبسياقات درامية مختلفة، مرة خلال بروفة، ومرة أثناء التسجيل. لذلك كان علينا تطويع الأغنية لتخدم السياق الدرامي لكل مشهد، مع الحفاظ الكامل على روح وأداء السيدة أم كلثوم.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتكِ خلال العمل؟
الصعوبات الأكبر كانت في التصوير، حيث كنت مسؤولة عن التوفيق بين الصوت والصورة، بحيث تبدو منى زكي وكأنها تغنّي فعلًا أثناء التصوير، وبانسجام كامل مع الصوت، وكان من الضروري أن تتطابق الحركة الجسدية والعضلية—تعابير الوجه، فتح الفم، وحركة الشفاه—مع النغمات المؤداة، سواء كانت نغمة عالية أو منخفضة أو عُرَب موسيقية. كل ذلك كان يجب أن يُعالج بصريًا، وليس غنائيًا فقط، وهذا كان التحدي الأكبر في التجربة».
لو أتيح لكِ اختيار أغنية لم تُقدَّم في الفيلم، ماذا كنتِ ستختارين؟
لم يكن لديّ خيار في اختيار الأغاني، فالأستاذ مروان حامد كان الأدرى بالأعمال التي تخدم السياق الدرامي للفيلم، وجميع الاختيارات جاءت بقراره، طبعًا كنت أحب عددًا كبيرًا من أغاني أم كلثوم، خاصة الأعمال الراسخة في ذاكرة الجمهور مثل ألف ليلة وليلة، التي أراها أغنية محورية في مسيرة الست. لكن الأغاني المختارة في الفيلم، منذ مراحل حياتها الأولى وحتى مراحل النضج، جاءت جميعها في أماكنها الصحيحة ومتوافقة تمامًا مع أحداث الفيلم، واستمتعت حتى بالأغاني اللي كانت جديدة بالنسبة لي، واللي اتعلّمتها وعلّمتها لمنى زكي خصيصًا من أجل هذا العمل.






