بعد حوالي شهر فقط من إطلاق أغنية "يا بابور" التي حصدت تفاعلًا واسعًا، يعود المغني بابيلون إلى المشهد الجزائري بأغنية "على بالي"، التي تُبرز نضجه الفني.
تعود جذور بابيلون أو محمد أمين جمّال، إلى مدينة سيدي غيليس في الجزائر. بابيلون مغني يكتب أغانيه بنفسه. معروف بكلماته الشعرية وقدرته على المزج بين الأكوستيك بوب بطبقاته الصوتية المتنوعة، وإظهار التأثيرات العالمية من الهارموني الغربي بأسلوبه الخاص.
خاض تجربة الراي أكثر من مرة، كما تنوعت اختياراته الغنائية على مدار السنوات. حقق شهرة واسعة عام 2012 مع أغنية "زينة"، التي انتشرت بشكل غير مسبوق في الجزائر وخارجها. ثم في 2013 أطلق ألبومه الأول "بريا". بينما مؤخرًا في 2024 عاد بألبوم "موزاييك" الذي جمع 11 أغنية تعكس جذوره العميقة ورؤيته الموسيقية في آن. أكدت مكانته كصوت صادق يجمع بين الثقافات والأجيال والمشاعر في عالم مزدحم بالأصوات.
بنية موسيقية وأداء صوتي متقن
كتب كلمات الأغنية بابيلون بالتعاون مع عبدو سعود. محاولة شعرية للتعبير عن الذكريات بشكل مباشر ومؤثر، ربما دون إفراط في الرمزية أو التعقيد.
حاول الاعتماد على بنية موسيقية ناعمة من خلال عزف الآلات الحيّة من الغيتار إلى الكيبورد، بتوزيع طيب بنداود وحسين بنقرة، مع مشاركة الثنائي أيضًا في العزف. صاغ اللحن الهادئ بابيلون بنفسه.
حكم أولي
على الرغم من أن الأغنية تمثل امتدادًا لتجاربه السابقة ولا تقدم تجديدًا جذريًا في أسلوبه، تنجح الأغنية في صياغة أبيات رومانسية عن الحب بطريقة غير تقليدية. حملت الكلمات إحساسًا بالألفة والدفء نوعًا ما. كانت تقترب من أسلوب الراي العاطفي، مع الحفاظ على البنية الأكوستيكية التي يوجّهها صوت الجيتار بخفة ودقة.
عزز التكرار المتوازن للّحن، والمقطع الأساسي من التأثير العاطفي، كما سمح بمساحة من التفاعل الشخصي مع المستمع. بينما حافظ صوت بابيلون على توازن بين الحدة والنعومة، مؤكدًا خصوصيته الصوتية وأدائه الهارموني الجذاب.
عكست الأغنية الخصوصية الجزائرية في الصوت والأسلوب الشخصي الذي أتقنه بابيلون، كما أكدت قدرته على نقل المشاعر بأسلوب راقٍ متزن، حيث يميز أداءه الصوتي بالعذوبة الممزوجة بالبحة الدافئة.






