بعودة طال انتظارها، أطلقت آمال ماهر ألبومها الجديد "حاجة غير" الذي ضمّ 10 أغنيات ونجح سريعاً في إدخالها إلى قائمة بيلبورد عربية 100 فنان، بعد أسبوعين فقط من الإصدار. هذه العودة لم تشهد نجاحاً موسيقياً فحسب، بل سلّطت الضوء أيضاً على خيارات أنيقة ومدروسة، حملت توقيع خبير المظهر إبراهيم فخر الدين في تعاون هو الأول له مع آمال.
في هذا الألبوم، لم تكن الأزياء تفصيلاً ثانوياً، بل امتداداً بصرياً لمشاعر الأغاني ورسائلها. وأبرز هذه الإطلالات تجلّت في كليبات "حاجة غير"، "نسيت اسمي" و"يا جبروتك"...
"حاجة غير": فستان الزفاف والحلم الرومانسي
في أكثر أغنيات الألبوم رقّة، أطلّت آمال ماهر في فيديو كليب "حاجة غير" بفستان زفاف أبيض حالِم من تصميم زياد نكد، مستوحى من طراز أفلام الخمسينات الكلاسيكية. الأقمشة الناعمة، التفاصيل الأنثوية، وزينة الورود في الخلفية، كلها عوامل ساهمت في ترسيخ الطابع الرومانسي الذي تتبناه كلمات الأغنية: "اللي إحنا فيه دا فيلم/ رومانسي من زمان الخمسينات".
هذا الخيار لم يكن عشوائياً، بحسب ما صرّح به خبير المظهر ابراهيم فخر الدين في محادثة خاصة مع بيلبورد عربية، بل جاء انسجاماً تاماً مع رؤية المخرج وروح الأغنية التي تحتفل بلقاء غير متوقّع لكنه مثالي. الفستان الأبيض ليس مجرّد لباس، بل ترجمة بصرية لحالة من الرضا والانغماس في لحظة رومانسية مثالية.
"نسيت اسمي": فيونكات تجسّد الكبرياء الرقيق
في مشهد يفيض بالمشاعر الصامتة، وكأنه جلسة عتاب راقية على نغمات الجيتار، جلست آمال ماهر في كليب "نسيت اسمي" وسط فرقة موسيقية، مرتدية فستاناً أسود من توقيع حسين بظاظا، زيّنته فيونكات ناعمة عند الكتفين. هذه التفاصيل الأنثوية البسيطة أضفت على الإطلالة لمسة من الرقي والرزانة، وتماهت مع نغمة الأغنية التي تمزج بين العتب والحنين والكرامة.
تدور الأغنية حول لحظة مواجهة راقية مع الماضي، تستعيد آمال كرامتها بنبرة هادئة لكن حازمة. وقد عكست الإطلالة هذه المفارقة بامتياز: فستان أسود، رصين، لا يخلو في الوقت نفسه من الحسّ الجمالي. أما الفيونكات، فتخطّت صفة الزينة لتكون رمزاً بصرياً لمشاعر امرأة مجروحة لم تفقد أنوثتها وجاذبيتها.
"يا جبروتك": الأسود الحاسم في مواجهة الغطرسة
على إيقاع المقسوم، وبكلمات تنضح بالقوة والرفض، جاءت إطلالة آمال ماهر في "يا جبروتك" جريئة ومتّزنة في الوقت نفسه. ارتدت فستاناً أسود بكورسيه مطرّز وتنورة ماكسي، يزيّنه كاب ضخم من الكشاكش. الفستان الذي حمل توقيع علامة Aden، أضفى لمسة دراماتيكية على الإطلالة وخلق حركة لافتة وتضاد بصري ساحر مع الخلفية الحمراء والفرقة الراقصة التي ارتدت الأبيض.
تحتفي "يا جبروتك" بالتحرّر من علاقة مرهِقة، وقد عبّرت الإطلالة عن هذه الحالة بأبهى صورة. بدت آمال وكأنها تنفض عن نفسها غبار الماضي بثقة وكبرياء، دون أن تتخلّى عن أناقتها الكلاسيكية. فكان التحدّي، بحسب خبير المظهر ابراهيم فخر الدين، خلق إطلالة تجمع بين الصلابة والمشاعر الأنثوية. ففرض اللون الأسود حضوره بشكل طبيعي، في حين جاءت التطريزات والقصّة لتُضفيا على الإطلالة طابعاً درامياً لا يخلو من الفخامة.






