قائمة "لا تفوتك" - الأسبوع 43: إصدارات لموسيقيين يستحقون المتابعة

في ختام عام حافل بالتجريب الموسيقي وتنوع الإيقاعات، يبرز عدد من الإصدارات الجديدة التي تستحق المتابعة عن قرب، إذ تجمع بين الأصوات الشابة والطموحة وتجاربها الجريئة في المزج بين الأنماط المختلفة. من الرقص والإلكترونيك إلى الهيب هوب والمهرجانات الشعبية، يقدم الفنانون رؤى جديدة في التعبير الموسيقي، ويعيدون تعريف أساليبهم بما يعكس التحولات الشخصية والفنية التي مرّوا بها خلال العام. 

يجمع هذا التعاون بين عنبه وفرقة بلاك تيمة أحد أكثر الإصدارات غير المتوقعة هذا العام، ضمن ألبوم عنبه “مهرجان القاهرة” الذي يضم سلسلة من التعاونات مع وزة منتصر وأحمد سانتا وغيرهما. يلتقي إيقاع الأمابيانو مع خلفية المهرجانات في مزج سلس يجمع بين الرقص والرومانسية، مع لحن دافئ يحافظ على حساسيته رغم الإيقاع النشيط. تستحضر الأغنية الروح التي عُرفت بها بلاك تيمة في فترة الألفية من حيث النزعة الشعرية والعاطفية، فيما يعطيها عنبه روح تجديد تعيد تقديم هذا الصوت في سياق مثير للاهتمام. 

تجتمع في هذا الإصدار لآي مع المنتجة ليليان شلالا من مشهد الموسيقى الإلكترونية في لبنان، مقدّمة عيّنة أولى من ألبوم قصير سيصدران قريبًا. تبني ليليان الأغنية على إيقاع درام أند بايز متقلب، بينما يتنقل صوت لآي الجليتشي بين التأمل والقلق، مستعرضًا صراحة التوترات العاطفية في العلاقات المعقدة والحب والهروب. يُقدّم الكليب المصاحب من إخراج محسن شريف مشاهد داخلية وخارجية على البحر، مدعومة بكوريوغرافي داخل كلوب يعطي الموسيقى بعدها البصري. 

تعود ملاك بعد غياب لسنوات بإصدار "XXL"، كاشفةً عن تحوّل واضح في الصوت والأسلوب، حيث تبتعد عن صورتها السابقة لتدخل مساحة أكثر حدّة وثقة. تبني الأغنية على إيقاع تراب ثقيل، تتخلله عينات مشوّهة وصولو غيتار، بينما تتحرك ملاك بفلو ثابت وحازم يوازن بين الهدوء والانفجار.. تحمل كلماتها نبرة تحدي واضحة، مع وعي بالمسافة التي قطعتها وبالتحولات الشخصية التي انعكست مباشرة في الأداء والإحساس،  لتكون الأغنية إعادة تموضع مدروسة تعلن فصلًا جديدًا في مسار ملاك الفني.

يقدّم طاش وكيرا 7 في "نقاش" تجربة تتسم بالجرأة والصدق، حيث تتناول كلمات الأغنية التجارب اليومية، الضوابط الاجتماعية، والهوية الشخصية. يركّز الثنائي على الحوارات الداخلية والنقاشات الشخصية، مع اعتماد على أسلوب وردبلاي وإدخال بانشلاين مدروس لإضافة نكهة حادة ومباشرة. يمنح الإيقاع الترابي الأغنية عمق يواكب المشاعر المكثفة، بينما يعكس التراك قدرة الفنانين على المزج بين السرد الواقعي والتمثيل الموسيقي لأفكارهم وهواجسهم.

تدخل جنى هاني إلى مساحة نادرًا ما تشغلها الأصوات النسائية في المهرجانات، الجنرا الشعبي المصري المرتبط بالشارع ولغته المباشرة. ترفع في "أزمة السلكان" صوت الغضب والخذلان بلغة حادة وساخرة، وتبني نصًّا قائمًا على المواجهة، من خيانة الصحاب وكثرة الكلام بلا فعل، إلى الإحساس الدائم بالضغط والتربص. تعتمد الأغنية على تكرار الشعارات القوية والجُمل القصيرة، ما يعزّز طابع الهجوم والثقة بالنفس، بينما يتحرك الأداء بثبات داخل إيقاع المهرجان التقليدي دون تزيين زائد. حضور ترسخ جنى نفسها كصوت جديد في مشهد اعتاد الهيمنة الذكورية، ومستخدمة أدواته نفسها للتعبير عن تجربة مختلفة ولكنها منتمية للصوت ذاته.

شارك يوليو قبل أيام مقطعًا عبر إنستغرام عبّر فيه عن عتبه على توجه المشهد نحو الأنواع الغربية، في وقت تزخر فيه المنطقة بالموسيقى المحلية والمقامات، مرفقًا ذلك بمقطع راي قدّم من خلاله نفسه باسم “الشاب يوليو” وأعلن انتماءه المصري. تعاون في هذا الإصدار مع أوستار الطي على مستوى الإنتاج، حيث صاغا بيت يقوم على كيبورد لحني أثيري منح الأغنية مساحة شعورية مفتوحة، بينما جاءت الكلمات مشبعة بتأثيرات الراي العاطفي.