في الأسابيع الأخيرة، أثارت الإعلانات المتتابعة من فنانين وشركات إنتاج عربية عن “قبول” أعمالهم ضمن سباق جوائز الغرامي لعام 2026 حالة من الجدل والحماس على الساحة الموسيقية العربية. تنوّعت الأسماء المشاركة بين فنانين من أجيال وجنرات مختلفة: من محمد رمضان وحمزة نمرة إلى تووليت وزين وسولجا ومشعل تمر وناي البرغوثي وسونز أوف يوسف وفليبراتشي وحبيب بيتس وغيرهم، ما يعكس اتساع حضور الموسيقى العربية في المشهد العالمي.
وفيما احتفت بعض وسائل الإعلام بالخبر على أنه "ترشيح رسمي"، أوضحت الجهات التي تدير هؤلاء الفنانين أن المرحلة الحالية ليست سوى الخطوة الأولى في قبول هذه الأعمال ضمن مسار التصويت الذي يسبق اختيار القوائم النهائية للترشيحات.
كيف تعمل آلية الترشيح في الغرامي؟
وفق لوائح الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم (NARAS)، يمكن لأي فنان عضو في الأكاديمية أو لأي شركة إنتاج أو توزيع معتمدة أن تقدّم أعمالها الموسيقية ضمن الفئات المختلفة للجائزة. كما تتيح القواعد للفنانين المستقلين التقديم عبر تفويض من أحد الطرفين السابقين.
بعد إغلاق باب التقديم، تُراجع الأكاديمية الأعمال المقدّمة للتحقق من مطابقتها للشروط الفنية والزمنية. على سبيل المثال: يشترط في الألبومات أن تحتوي على خمس مقاطع مختلفة على الأقل إذا كانت مدتها أقل من 15 دقيقة، أو أن تتجاوز 30 دقيقة في المجمل.
وعقب هذه المرحلة، تخطر الأكاديمية المتقدّمين بقبول أعمالهم رسميًا للدخول في المرحلة الأولى من التصويت، والتي تُحدّد القوائم القصيرة للترشيحات النهائية، ثم تُجرى مرحلة ثانية لاختيار الفائزين عن كل فئة.
إثبات وجود عربي
رغم بساطة الخطوة من حيث الإجراء، إلا أن حضور الأسماء العربية في قوائم الغرامي هذا العام يُعدّ محاولة رمزية لإثبات الوجود الموسيقي العربي عالميًا. الفنان حمزة نمرة، والذي كان أول المعلنين عن تقدمه بألبوم "قرار شخصي" في فئات البوم العام وأفضل ألبوم عالمي وأفضل أداء عالمي، صرح لبيلبورد عربية في حوار حصري أن الخطوة تهدف لإبراز الموسيقى العربية في واحدة من أبرز الجوائز الموسيقية العالمية، وأن دخوله يحمل رسالة توعية توضح للقائمين على الجائزة أن الموسيقيين العرب يصنعون فنًا محترمًا، لأنه يعتقد أنهم لا يرون المنطقة أصلًا. كما أكد أنه يستبعد وصول ألبومه للخمس مرشحين النهائيين للجائزة عن كل الفئات المُقدم لها الألبوم، ولكنه يطمح أن يكون ذلك التعاون بادرة لإدخال فئة جديدة تحمل تصنيف "البوب العربي" مثل موسيقى الأفرو وغيرها.
فيما علّق طلال البهيتي، مدير العمليات ونائب الرئيس التنفيذي في مدل بيست، في حديث خاص مع بيلبورد عربية: "نفخر جدًا بزين وتووليت لترشّحهما في عدة فئات ضمن جوائز الغرامي هذا العام. هذا التقدير من الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم لا يُعدّ لحظة مميزة للفنانين وشركة مدل بيست ريكوردز فحسب، بل هو أيضًا دليل على الحضور المتصاعد للسعودية والتزامها بالمشهد الموسيقي العالمي. من المُلهم أن نرى مواهبًا من منطقتنا تترك هذا الأثر على أكبر منصّات العالم.".
ترشيحات عربية قليلة.. وفائزين أقل
رُشِّح الموسيقار اللبناني إبراهيم معلوف لجوائز الغرامي مرتين: في 2023 عن أفضل ألبوم موسيقى عالمية عن ألبوم Queen of Sheba مع أنجيليك كيدجو، وفي 2024 عن أفضل أداء لموسيقى عالمية بأغنية Todo Colores. أما على صعيد الفوز، فقد نال ألبوم Egypt لـ يوسو إندور جائزة أفضل ألبوم موسيقى عالمية معاصرة عام 2005؛ وقد شارك المصريان فتحي سلامة وعلاء الكاشف في صناعة هذا الألبوم الفائز، لذا تُربط أسماؤهما بهذا الفوز، مع الإشارة إلى أن الجائزة تُسجَّل رسميًا باسم صاحب الألبوم وفق قواعد الأكاديمية.