أصدر فارس سكر وفليكس فيديو كليب "خش تجيبك". هذا الدويتو فاجأ جمهور مشهدي الهيب هوب والمهرجانات. وتأتي تلك الخطوة بعد مجموعة من الإصدارات والتعاونات الناجحة للثنائي.
شهدت الفترة الأخيرة تألق فارس سكر في الدويتوهات بتقديمه لتعاون مع سانت ليفانت بعنوان "سنيورة"، وتعاون آخر مع وليد بعنوان "بصوا عليه"، كما كانت آخر إصداراته مهرجان "أجمل صدفة وأجمل يوم". أما فليكس، بعد إصداره لألبوم "واحد" منذ فترة، قدم تراكي "أوريجينال" و"أوبا" في فيديو كليب، بالإضافة إلى التعاون مع فرقة "دوبل زوكش" في فيديو كليب وتراك "باشا"، وكينجو في "جابوا سيرتي".
فليكس وسكر في "خش تجيبك"
أتى مهرجان "خش تجيبك" في القالب التقليدي مركزًا على ثيمة التبجح في بارات مثل " أنا بتاع جلب/ عو في الحلم" و"الجناح لو تفرد هكسره" و" أنا بفعل ما بقولش/ أنا لما باجي بقش". بينما تعتمد موسيقاه على الإيقاعات الشعبية؛ التوزيع من مزمار ودرامز بإنتاج موسيقي لحمو موكا. بينما يأخذ الكليب بصورته النظيفة الباهتة ثيمته البصرية من أجواء جراجات المناطق الزراعية، ليقدم استعراضات أدائية يشترك بها الثنائي من إخراج إسلام دي ماريا إتش.
بشكل عام ليس هذا هو الدويتو الوحيد المتعثر للفنانين، فخلال الفترة الماضية شاركا في دويتاهتهم بالبيرسونا لا الشخصية الموسيقية الكاملة، وهو ما ظهر بشكل جلي في تعاوناتهم السابقة. بينما كانت إصداراتهما المنفردة أكثر على الحفاظ على وجود هويتهما، حيث قدم مهرجان "أجمل صدفة وأجمل يوم " للأول معادلة متوازنة بين السرد القصصي والجمل الغزلية، وكانت تتابعات الثاني في فيرساته بتراك "أوبا" سريعة ومتقنة ومشدودة (خالية من أي ترهلات أو جمل ممطوطة).
رأي مبدأي
نجح الثنائي في خلق حالة تجذب الآذان والأنظار معًا. يمكن التقاط وجود توليفة ذكية في اختيار البارات القوية (البانش لاينات) المستعملة، وتناغم أدائي في اختيار مواضع تبادلها. هناك تمكّن أكبر في أداء الفيرسات فارس سكر، الذي يستضيف فليكس في جنرا المهرجانات لأول مرة في ذلك القالب.
الأداء الحركي للثنائي يتناغم بشدة سواء في المشاهد الفردية أو المُشتركة، ويساعد اعتماد المخرج على تقنية الكاميرا المهتزة في بعض المقاطع على تعزيز "بيرسوناتهم" المتبجحة بشكل غير مبالغ فيه أو مستهلك.
تأتي الصورة البصرية أيضًا نظيفة بشكل زائد عن الحد، فلا تشفع الكنبة الشعبية التي يرقد عليها سكر وجود الجدران اللامعة والسيارات البراقة في جراج من المفترض أنه بمنطقة زراعية، ولا يتوافق سياق رسوم الجرافيتي والمطبوعات المكتوبة باللغة الإنجليزية مع خلفية موسيقية تقليدية تنتمي للمهرجانات. الاتجاه الواضح لأمركة الأجواء التبجحية ضيع هوية المهرجان، ومعها فرصة لتقديم صورة بصرية متقنة الصنع وتحمل جزءًا من الواقعية.
لكن في مقابل هذا الإبهار الموسيقي والبصري، يخسر الثنائي الكثير من سماتهم الأسلوبية التي تشكّل شخصيتهم الموسيقية وتميزهم، فعلى مستوى الكتابة ربما أخفق فارس سكر في خلق سردية كاملة أو بناء قصصي يتبجح من خلاله مثل عادته. كذلك عجز فليكس عن إيجاد بارات مقفاه ملفتة.
ربما يحتاج كلًا منهما أن يغير دوره وطريقته في الأداء في الدويتو، بحيث يميل سكر لأن يؤدي جمله في مقاطع منفصلة دون مشاركة الفنان الموجود معه في نفس الفيرس، بينما تكون مشاركة فليكس في شكل بارات تبادلية تسمح له بقدر أكبر من فرض الرتم السريع، كما كانت مشاركته حيوية في تراك "سيبني على دول" بالتعاون مع زياد ظاظا الصادر منذ خمسة أشهر.






