بعد أقل من أسبوعين على طرح أبو الأنوار لدس تراك "8 غرب"، الذي فتح من خلاله جبهة صدام مباشرة مع زياد ظاظا وجرّ إلى الخلاف عددًا من الرابرز مثل حُسَّين وفليكس وتُرك، إضافة إلى أسماء من مشهد الأندرغراوند مثل ترندي ومخاوي وطلخاوي وكريم لطفي، جاء ردّ زياد ظاظا مساء الجمعة بدس تراك "فتح كلام"، محوّلًا الخلاف رسميًا إلى بيف علني.
تبع ذلك بساعات بإطلاقه تراك "تايم"، قبل أن يردّ عليه أبو الأنوار صباح اليوم بدس جديد بعنوان "بهمان"، ليختم ظاظا حتى الآن سلسلة التراكات بردّ أخير هو "عاجبها".
طابع البيف يتشكل
بعيدًا عن الاتهامات والتفاصيل الشخصية، باتت ملامح البيف بين الطرفين أكثر وضوحًا، سواء من حيث محاوره الأساسية أو طريقة إدارة كلٍّ منهما لمعركته الموسيقية. ففي حين يعتمد أبو الأنوار على خبرته الطويلة في "نزالات الراب"، مقدّمًا أداءً أسرع وتلاعبًا حادًّا بالكلمات مع بانشلاينات مباغتة، يصرّ زياد ظاظا على الحفاظ على شخصيته الفنية المعتادة، فيتبنّى أسلوبًا يجمع بين الحديث العادي والأداء بفلو بطيء، مستندًا إلى مزيج من البارات الهجومية ولازماته الصوتية الشهيرة مثل "بوع بوع بوع" و*"وي وا وي وا / واسطة واسطة واسطة واسطة"*، اللتين استخدمهما في تراكي "فتح كلام" و**"تايم"**.
يبني أبو الأنوار سرديته الهجومية على فكرة أن ظاظا دخيل على مشهد الهيب هوب المصري، يحاول توظيف هويته كابنٍ للمدن الريفية لاكتساب حضورٍ داخل الساحة، عبر خلق صورة درامية لنفسه كشخص صلب ومتمرّد، مستغلًا تناقضاتٍ في مواقفه السابقة وبعض الحوادث التي تسرّبت كواليسها بين الرابرز. في المقابل، يرتكز ظاظا في ردّه على أن المعركة بأكملها ناتجة عن الغيرة من نجاحه، لذا تميل معظم باراته في التراكات الثلاثة إلى التبجّح، مركزًا على فروقات نسب الاستماع والمشاهدات، وعلى مشاكل أبو الأنوار مع شركة يونيفرسال، كما يوظّف سرديته الطبقية في الإشارة إلى أن خصمه ينتمي إلى طبقة ميسورة تمنحه امتيازات اجتماعية ومهنية داخل المشهد.
وفي خضم تبادل البارات، تطفو إلى السطح شركة التسجيلات "بيت روت" ومؤسساها إسماعيل نصرت وعمر جودت، بوصفها نقطة التقاطع الأولى التي جمعت الخصمين في بدايات تأسيسها. كما طالت الهجمات رابرز آخرين محسوبين على الطرفين، مثل أبيوسف الذي ذكره ظاظا في أحد تراكاته قائلًا: "أبيوسف حط راسه براسي شحتنا آخر الأسبوع"، وتُرك الذي دخل بدوره على خطّ النزاع عبر دس تراك "كوبس" الموجّه ضد أبو الأنوار.
نقاط ضعف بدأت في الظهور
يُحسب على زياد ظاظا، بحسب خصمه، أنه لم يقدم بانش لاينات بالشكل المتعارف عليه في المبارزات الكلامية، وأن ما ذكره من معلومات حقيقية يُبنى عليها بارات هجومية معروف ومذكور من قبل، وأنه يقلد كندريك لامار في تصريحه بأن لديه خمس تراكات جاهزة، وأن الغلاف الخاص بتراك "تايم" والذي يظهر فيه تعريف "التابع" باستعمال محرك البحث جوجل هو تقليد دون ابتكار لغلاف تراك "Euphoria" لكندريك لامار. بينما على الجانب الآخر يرى زياد أن أبو الأنوار لم يرد على المعلومات التي ذكرها الأول في تراكه قبل أن يبادله الهجوم بمعلومات جديدة، مستشهدًا في ذلك بدس تراك "المراجعة النهائية" للجوكر الموجه ضد أبيوسف، فنشر ستوري على صفحته الرسمية على إنستجرام عقب دِس تراك "بهمان".
معارك جانبية
فتح البيف مساحات جانبية للاشتباك بين العديد من الرابرز، فقد بدأ كينجو هجومًا متتابعًا عن طريق ستوريهات على صفحته الرسمية على انستجرام ضد أبو الأنوار، كما اشتبك المنتجين الموسيقيين المنتجين لألحان الدِسات المتتابعة، خمستاشر ودكتور معجزة بشكل مباشر أيضًا على ستوريهات صفحاتهما الرسمية، حيث شارك دكتور معجزة في إنتاج تراك "بهمان" بالتعاون مع حسين ياسر وشيكس وليل بابا، بينما أنتج خمستاشر على الجانب الآخر بالاشتراك مع دهب تراكي "فتح كلام" و"تايم" ومنفردًا تراك "عاجبها".
يعد هذا أكبر بيف في مشهد الهيب هوب المصري بعد بيف مروان موسى وأبيوسف الذي امتد لعامي 2021 و2022، وشارك فيه عفروتو وأبو الأنوار والجوكر وأحمد سانتا، وكان المشهد قد شهد العام الماضي توترات بين مروان بابلو وويجز لم تتطور إلى بيف، وأخرى بين ويجز ومروان موسى في منتصف هذا العام.






