على الرغم من أنّ هنا يُسري دخلت عالم الفن من بوابة التمثيل أيضًا، لكن نجاحها كمغنية بدأ يطغى في الآونة الأخيرة. لفتت الفنانة الشابة الأنظار إلى موهبتها الغنائية مُنذ أن قدّمت ماش-أب مزجت فيه ما بين أغنيتي بنت الجيران وDance Monkey عام ٢٠٢٠، وأثبتت في خطوات لاحقة أنها واحدة من أفضل الأصوات الصاعدة في المنطقة.
يتجلى الجانب الأكثر رهافةً في تجربة هنا يُسري الغنائية في الأغنيات التي قدّمتها للأب، إذ غنّت في نهاية ٢٠٢٠ أغنية مانتاش بعيد، من كلمات وألحان وليد الليثي، وأهدت الأغنية العاصفة بالعاطفة والدفء لروح أبيها الممثل إبراهيم يُسري، في الذكرى الخامسة لرحيله. زاد الفيديو كليب الذي استرجع لقطات تجمعها بأبيها في مرحلة طفولتها من خصوصية الإصدار وحساسيته. وبالنظر إلى صوتها وإحساسها المُرهف، وقع عليها الاختيار لاحقًا لتُغني أغنية بنت أبويا لمسلسل موضوع عائلي، التي صدرت في بداية هذا العام. كتبت الأغنية منى عدلي القيعي ولحّنها إيهاب عبد الواحد ووزعها نادر حمدي، لتضفي هنا بأدائها جرعة عاطفية إضافية على المسلسل الذي يستعرض جانبًا خاصًا من علاقة البنت بأبيها. تخطّت شعبية الأغنية حدود المسلسل وكانت واحدة من الهيتات المُفاجئة في فترة صدورها. أما الجانب الآخر المُثير في تجربة هنا يُسري الموسيقية فيتعلق بالمضمون النسوي لأغانيها. غالبًا ما تختار هنا كلمات تُعبّر عن المرأة القوية والمُستقلة، فتُقدم النصح للنساء. نذكر مثالًا على ذلك أغنية خليكي جامدة، التي كتب كلماتها ولحّنها شادي مُحسن بالشراكة مع مها يُسري: "خليكي جامدة لو اتخدعتي في اللي كنتي فاكراه إنه حبّك/ خليكي جامدة وقوي قلبك بعقلك وارفضي ضعفك/ خليكي جامدة عيشي حياتك والأهم إنك تحبي نفسك/ يلا بلوك بلوك/ قومي واعملي نيو لوك/ خلي النفسية تفك". لذلك كان من الطبيعي أن تكون حاضرة في مناسبات مثل احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية، حيث غنّت ديو إنتي قدها مع الفنان مدحت صالح قبل عدة أشهر.
فعليًا كانت هذه السنة مفصلية في مسيرة هنا يُسري الغنائية، فشهدت أيضًا العديد من لحظات التألق والكثير من الإصدارات الواعدة، مثل ديو الوقت الحلو، الذي جمعها بعزيز مرقة، ففيه قدما واحدة من أكثر الأغاني إشراقًا وتفاؤلًا هذا العام، بالإضافة إلى استمرارها في تقديم كوفرات تعكس ذوقها وأسلوبها المُختلف، مثل كوفر أغنية كل حاجة بتعدي لكايروكي، الذي قدّمت فيه توزيعًا جديدًا وأداءً خاصًا. وأمام ما قدمته مؤخرًا، لم يكن مُفاجئًا أن نجد اسم هنا يُسري في ترشيحات جوي أواردز لفئة الوجه الجديد المُفضل في المشهد الموسيقي لهذا العام.