في عام 2018، اجتمعت لحظة رياضية أسطورية مع تحوّل موسيقي بارز في المنطقة العربية. ففي العام الذي شهد النزال الأشهر في تاريخ الـMMA بين الروسي المعتزل حبيب نور محمدوف والأيرلندي كونور مكريغور، كانت موجة الهيب هوب العربي تنطلق بقوة، لتعلن عن جيل جديد استطاع خلال سبع سنوات أن يفرض حضوره على المشهد الموسيقي.
استلهم العديد من الرابرز العرب شخصية حبيب وروح السيطرة التي طبعت نزالاته، فانعكس ذلك في باراتهم سواء في سياق بيفات، نكشات متبادلة، أو حتى للتبجح الخالص.
ولم يقتصر تأثيره على المشهد العربي فقط، بل وصل صداه إلى موسيقيين عالميين. فقد ذكره باد باني في أغنيته La Dificil، فيما قدّم سنترال سي تراكًا بعنوان Khabib، مستلهمًا في فيديو كليبه أجواء تدريبات المقاتل الروسي الشهيرة وسط الغابات الجبلية.
وفي عيد ميلاده الثامن والثلاثين، نستعيد أبرز بارات وتراكات الهيب هوب العربي التي تغنّت اسم حبيب نور محمدوف.
إل غراندي طوطو ومراد وديلارو - Obligaćion
"في ورطة، أنا مثل خبيب أرسل لي موقعك / لن اتفاخر به أو أذكره في أغنية".
في واحد من أبرز التراكات الصادرة العام الماضي، قدّم إل غراندي طوطو أداءً لافتًا ردّده في أكثر من مناسبة خلال العامين الأخيرين، مثل عرضه في الـ DVM وحفله الضخم في مهرجان موازين لهذا العام. في المقطع الخاص بمراد، يظهر بار يستلهم حادثة اعتداء كونور الشهيرة على حافلة خبيب، وردّ الأخير عليه بجملته المعروفة: "ابعث لي موقعًا نلتقي فيه". مراد يوظف هذه القصة في تحدٍ مباشر، مطالبًا خصمه بإرسال عنوان للقاء من أجل تصفية الحساب، ساخرًا من أنه لن يكشف هذا المكان لأي أحد.
أبو الأنوار - العباسية
"انت طويل يُقصك / هنصفيك بقولك / نكسر فيك وقُلة / أنا خبيب هقوملك".
حضر أبو الأنوار بقوة في الجولة الثانية من بيف أبيوسف ومروان موسى، بعد أن كان مروان يذكر اسمه مرارًا في بارات جانبية داخل دساته الموجهة إلى أبيو. وفي الدس تراك المخصص له مباشرة، يطلق أبو الأنوار تحذيرًا واضحًا: إذا أخذ الخصم نكشاته على محمل الجد، فسوف يُنهي مسيرته بالطريقة ذاتها التي اعتاد خبيب أن ينهي بها مسيرة خصومه الذين يستخفون به قبل نزالاتهم معه.
كلاي بي بي جي وبلينجوس - درجين
"دمي سخون كي صحرة توزر و دوز/ كيما خبيب عمري مخسرت ونفوز".
في هذا البار التبجحي، يستحضر كلاي بي بي جي مسيرة خبيب الخالية من الهزائم، إذ أنهى مشواره بـ29 انتصارًا دون خسارة، ولم يتعثر إلا في جولتين فقط طوال مسيرته. لذلك أصبح ذكر اسمه مرادفًا للدقة والهيمنة والقدرة على الخروج منتصرًا مهما كان الخصم أو الظروف.
ويجز والفايف - خد وهات
"وانت زي كونور يا حبيبي / بس في خبيب بتريح من أول راوند".
عام 2021 كان عامًا مليئًا بالبارات التي استهدفت ويجز، وهو ما دفعه للرد في عدد من التراكات مثل خد وهات، "عفاريت الأسفلت"، و"أسياد الصوت"، من دون أن ينخرط في بيف مباشر مع طرف بعينه. في خد وهات، يختار ابن الورديان أن يرفع من شأن خصمه غير المسمى، فيشبهه بكونور مكريغور، لكنه في الوقت نفسه يذكّره بالفارق بينهما، فكما أن كونور مميز، إلا أنه لم يصمد أمام خبيب حتى الجولة الأولى. البار يحيل مباشرة إلى النزال الشهير الذي شهد هيمنة مبكرة وواضحة للنسر الروسي.
حليوة - اوه لا لا
"“المستقبل ديالك ما دار خبيب فـ كونور/ هجومات بالذهنية، والبوبليك ديال دونور"
في هذا البار يعود حليوة إلى النزال التاريخي بين خبيب وكونور، لكن من زاوية مختلفة، مركّزًا على الجانب الذهني. فهو يرى أن خبيب لا يكتفي بالقوة البدنية داخل الحلبة، بل يربك خصمه ذهنيًا ويجرّه إلى الاستسلام. هذا التكنيك قريب من أسلوب حليوة نفسه، المعروف بقدرته على توظيف الألعاب الذهنية في بيفاته، ليس فقط عبر التراكات بل أيضًا على منصاته في السوشيال ميديا، وخاصة إنستغرام. وقد تجلى ذلك بوضوح في بيفه مع ديدين كانون عام 2021، الذي تطوّر ليشعل مواجهة مطوّلة بين رابرز من المغرب والجزائر استمرت شهرًا كاملًا.