لا يعمل الجسمي ليكتفي بتقديم أغنية هيت تلو الأخرى فحسب، بل يواصل البحث بتركيز واستكشاف مساحات جديدة تليق به في التلحين والتوزيع وأسلوب الأداء. تتضمن هذه القائمة خير أمثلة على ذلك
الشاكي
تشابهت أولى إصدارات الجسمي بأن تناولت الفيديوهات الخاصة بها قضايا اجتماعية إلى جانب الموسيقى العاطفية والكلمات الحزينة. جعلت هذه العناصر بداية الجسمي الغنائية تبدو توعوية ومرتبطةً برسائل مجتمعية. سرعان ما انكسر هذا الرابط مع الانتشار المدوي لإيقاعات "أنا الشاكي أنا الباكي أنا الحساس" في الوطن العربي بأكلمه. مع صدور الشاكي، بدأ الجسمي استعراض إمكانياته الأدائية وقدرته على التلوين الغنائي.
فقدتك + والله ما يسوى
جاءت الألحان التي وضعها الجسمي في بداياته لتكون الأكثر رومنسيةً وحزناً من بين جميع إصداراته. في والله ما يسوى وفقدتك، يغني الجسمي بطبقة مرتفعة منذ الجمل اللحنية الأولى، ويرفقها بتوزيع تقليلي. يقتصر هذا التوزيع على نقرات وترية على العود أو البيانو، فارداً لصوته المساحة ليتحكم باللحن ويقوده عبر تكثيف التعريب الشرقي حيناً وغيابه في حين آخر.
ستة الصبح
تمثل هذه الأغنية من كلمات أحمد بهجت قمر وألحان وليد سعد، العبور الحقيقي للجسمي نحو الأغنية المصرية. أخذت ستة الصبح الكثير من عناصر الأغنية المصرية الشعبية وإيقاعاتها الراقصة، فيما غنى الجسمي بلهجة مصرية متقنة، ليصبح الفنان الخليجي الأول الذي يحقق هذه الدرجة من النجاح في مصر.
بشرة خير
أبرز ما يتوجب ذكره لدى تحليل النجاح الجماهيري الهائل لأغنية بشرة خير، هو حقيقة كونها أغنية سياسية أُطلقت لتدعو المواطن المصري للانتخاب. الأغرب أن يقوم بتأدية أغنية من هذا النوع فنان غير مصري فيحدث بها ضجة عالمية. يمكن إعادة ذلك بشكل رئيسي للحن عمرو مصطفى الحيوي والذي اجتمع بالتوزيع المناسب ليقدم إيقاعات راقصة بسرعة إيقاعية غير مألوفة في قوالب أغنية البوب الشرقية الحديثة.
أحبك
قام بتوزيع الأغنية وتنفيذ الماسترينغ وليد فايد الذي رافق الجسمي منذ الأيام الأولى. تتنوع الآلات في توزيع اللازمة الموسيقية لأحبك لكن يبقى التوزيع شديد التقليلية في المقطعين، حيث يقود صوت الجسمي وحده اللحن مترافقاً بصوت الإيقاع فقط. في هذه الأغنية وغيرها يظهر في صندوق الوصف على يوتيوب مسمّى "الرؤية الموسيقية" التي ينسبها الجسمي لنفسه عندما يقوم هو بالتلحين، وهي مهمة غير معتادة الذكر في البوب العربي. يرى الجسمي إذاً أن ما يقدمه لهذه الموسيقى والألحان يفوق مجرد تلحينها، وإنما إكسابها ثوبًا خاصًا من تفاصيل إضافية، ينفرد هو بوضعها.