يمثّل جورج وسوف ظاهرة فنية فريدة يصعب تكرارها، فرغم أن صوته مرّ بعدة مراحل عبر السنوات، إلا أنه ظلّ يملك كاريزما استثنائية. تجلت هذه الكاريزما الأدائية والصوتية بوضوح في تقديمه لأغاني أم كلثوم وعبد الحليم وكلاسيكيات أخرى في حفلاته منذ أن كان طفلًا، مضيفًا بصمته الخاصة لهذه الروائع. ظلَّ جورج وسوف الذي أغنى خزينة الأغنية العربية بأغانيه الأصيلة، مولعًا بإعادة تقديم الأغاني القديمة، وراهن بنجاح على تقديم نسخ جديدة أفضل من الأصل. أعاد الوسوف في الاستعادات التي قدمها اكتشاف جماليات منسية لأغنيات بعضها اندثر مع الزمن والبعض الآخر لم تتجاوز شهرته الحدود المحلية، ليكون صاحب الفضل بانتشارها عربيًا؛ بل ويعتقد الجمهور أنها من أغانيه الأصلية.
الحبايب
ظهرت أغنية الحبايب ضمن ألبوم جورج وسوف الأول الهوى سلطان عام ١٩٨٨، فيما سجلت النسخة الأصلية منها المطربة سحر في إذاعة دمشق عام ١٩٦٥. لا يمكن إنكار جمال الأغنية بصوت الفنانة المهمشة التي تم اغتيالها وهي تُغني على المسرح، لكن جورج وسوف أضاف الكثير بدوره، وكشف عن جمل طربية مفقودة في الأغنية الأصلية.
لو نويت
يصنف الكثير من الوسوفيين أغنية لو نويت بين أفضل أغانيه، لكن قلة منهم يعرفون أن الأغنية التي أصدرها جورج ضمن ألبوم أوعديني سنة ١٩٩٢هي بالأصل لابن جيله نهاد طربية، الذي سبق وأصدر الأغنية عام ١٩٨٩. من بين جميع الاستعادات التي قدمها جورج، تبدو لو نويت الأكثر اختلافًا عن الأصل، فلا يُحافظ سوى على الكوبليه الأول واللازمة، ويبدل ما تبقى بمقاطع أجمل بكثير من الأصلية.
حبيت ارمي الشبك
قدم جورج هذه الأغنية في ألبوم إنتا غيرهم عام ٢٠٠٢، ويرجع تاريخ إصدار النسخة الأصلية منها إلى سنة ١٩٦٦ للمطرب صفوح شربجي الذي عاش مسيرته في الظل، ولم تُحقق أغنيته نجاحًا يُذكر قبل أن يُعيد جورج اكتشافها. لا تختلف الأغنيتان كثيرًا، فأدى الوسوف الأغنية أداءً طربيًا يضاهي النسخة الأصلية ويتفوق بالإحساس، ولم يُغير فيها سوى بعض المفردات، بالإضافة طبعًا للتوزيع المودرن والأكثر حركية، والذي قدمه مازن الزوائدي.
الفرقة صعبة
تصعب المفاضلة أحيانًا ما بين نسخة جورج وسوف والأغاني الأصلية، كما هو الحال في أغنية الفرقة صعبة لنزيه المغربي، والتي قدمها جورج عام ٢٠٠٢ بعد مرور عشرين سنة على الإصدار الأصلي. على الرغم من التفاوت الكبير بستايل الأداء ما بين نزيه المغربي ذي الصوت العذب الصافي، وبين جورج وسوف الميّال للتعريب، إلا أن النسختان توصلان الإحساس ذاته بالنهاية، واختيار الأفضل بينهما يبقى أمرًا صعبًا للغاية.