أصدر محمد حماقي أولى أغنياته هذا الصيف، التي حملت اسم لمون نعناع، من كلمات فيليبو أحمد وألحان أحمد طارق يحيى، وذلك بعد مضي ثلاثة أشهر على آخر إصداراته، فضّوله المكان.
في لمون نعناع يسلك حماقي ذات الطريق الذي سار عليه الصيف الماضي، عندما استحضر نغمات من أغاني البوب العربي في التسعينات في أغنيتي أدرينالين وقلبي حبك جدًا؛ ليصيغ أغاني عصرية تتداخل فيها نغمات مألوفة من أزمنة متعددة، تجاري بخفتها وتحولاتها طرافة الكلمات. لذلك، فإن الذي يميز أغاني حماقي في الفترة الماضية هو وحدة الأسلوب؛ الأمر الذي يوحي بأن أغانيه المنفردة التي أصدرها أخيرًا هي عينات لألبوم قادم يتميز بهوية سمعية واضحة، تُشكل فيه الموسيقى الشعبية النوستالجية حجر الأساس.
يمكن وضع أغنية حماقي الجديدة في خانة أغاني المكابرة، ذات النزعة المقاومة للحزن والاكتئاب؛ فأغنية لمون نعناع توصّف حالة عاطفية وصلت فيها العلاقة إلى طريق مسدود، ليتم التفاعل مع الموقف بالرقص بدلًا من التباكي والوقوف على الأطلال: "لو هو راح/ إحنا حنملى الكون أفراح/ وحنرقص جدًا من بعده/ ولا فارقة معانا جراح".
قد نشعر فعلًا أن الأغنية لها مفعول الليمون بالنعناع والمشروبات الصيفية المنعشة، خصوصًا بالنسبة للمستمعين الذين يمرون بظروف مشابهة، فهي مبهجة وتُساعد على تعديل المزاج والضحك حتى، بسبب طبيعتها العبثية واللا منطقية حين يغني: "لو هو باع/ إحنا نجبله لمون نعناع/ ونقوله روّق كدة/ إحنا ما يلزمناش بياع".
الجدير بالذكر، أن العديد من الأغاني المنفردة التي صدرت منذ بداية الصيف تميزت بالخفة وطرافة الكلمات، مثل بلبطة لحسين الجسمي وهزهزة لسيرين عبد النور وغيرها؛ لتأتي أغنية حماقي اليوم وتؤكد على المزاج المرح الحيوي للأغنية العربية في موسم الصيف الحالي.