ظهر اسم فريد لأول مرة حين أصدر أغنية بأمارة مين، في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي؛ ليتصدر اسمه الترند في الأشهر التالية، وتحصد الأغنية أرقام استماعات كبيرة على المنصات المختلفة. أما مع الأغنيات التي قدمها تواليًا بات واضحًا أن نجاحه ليس طفرة او ظاهرة مؤقتة في مشهد البوب، إذ نجح بتقديم أغاني بوب مصرية مميزة ومُثيرة على مدار السنة.
استخدم فريد في مجمل إصداراته توزيعات مُنوعة، تستحضر أنماط موسيقية مختلفة وتستعيد نغمات من الموروث المحلي، لتؤكد خياراته على حسن قراءته للمشهد الموسيقي اليوم، وإدراكه لإمكانياته وما يمكنه تقديمه. استند إلى تجربته الأولى التي بدا فيها واضحًا أن الجمهور استمتع بأدائه للحالات العاطفية، وقدم فيما تلاها أغانٍ بحالات شعورية متنوعة، احتفظ فيها بالنبرة العاطفية. أما في أحدث إصداراته وأكثرها إثارةً عامل عظمة، فاستمعنا إلى الغناء المُغرق بالعاطفة لكلمات شديدة الجاذبية، منحت فريد مزيدًا من الخصوصية.
بدأت تجربة فريد في دار الأوبرا، حيث غنّى فيها لستة أعوام، قبل أن تأتي جائحة كورونا التي جعلته يُفكر بالاقتراب من الناس في الشارع أكثر، ليُغني لفترة في الأماكن العامة، قبل أن يُصدر أولى أغانيه العام الماضي.
جاء فريد في وقت باتت فيه مُعظم الأغاني تعتمد على جملتين لحنيتين فقط، تُميز إحداهما اللازمة عن بقية المقاطع. لكن فريد لم يلتزم تمامًا بالشكل السائد، وحاول في تجاربه الأولى أن يصنع أغانيَ أكثر غنًى وتنوعًا، ليحمل معه ذكريات أغاني التسعينيات والسنوات الأولى من الألفية، حين كانت الأغاني القصيرة التي تتراوح مدتها من ٣ إلى ٥ دقائق تتنقل بسلاسة بين جمل لحنية مُتعددة. لكنه بالوقت ذاته عرف كيف يكون مواكبًا لتطورات العصر، لتتضمن أغانيه لوازم جذابة ومُعبّرة، بحيث تكون مُناسبة لإعادة الاستخدام على منصات التواصل الاجتماعي، ولاسيما تيك توك، الذي كان له الدور الأبرز بدعم نجوميته. لهذا السبب فإن أغاني فريد بالغالب معروفة باسمين: الاسم الأصلي والاسم المُتداول على تيك توك والمسحوب من اللازمة؛ فغالبًا ما يشار إلى أغنيته الأولى بأمارة مين، بالكلمات الأولى من لازمتها: "لو جاي في رجوع انساني"، فهي الكلمات التي سمعناها مرارًا أثناء تصفح تيك توك.
سر نجاح فريد إذًا أنه عرف كيف يُقدم أغانٍ مقبولة للمعايير الزمنية المختلفة؛ فهو نجم تريندات التيك توك والمستمعين الباحثين عن مقاطع قصيرة خفيفة الظل تُعبّر عن مشاعرهم والحالات التي يرغبون بتجسيدها بكلمات بسيطة، وهو خيار مُناسب للمستمعين الباحثين عن أغانٍ عاطفية مُتقنة الصنع، تعكس حالات عاطفية قد تُعبّر عنهم.