"مابتكسرناش مهما بتقسى بالصبر بنوصل وبنرسى، الهم يخاف من ضحكتنا وبرغم صعوبة سكتنا عمرنا ما وصلنا طريق مسدود".. بالصبر بنوصل وبنرسى"، بهذه الكلمات اختزلت مسار إجباري خلاصة عشرين عامًا من الشغف، والبحث، والإيمان بالموسيقى. رسالة أمل، كتبتها الفرقة على طريقتها الخاصة، وجسّدتها من خلال ألبوم وفيلم وثائقي حمل العنوان نفسه: "مبقتش أخاف".
احتفلت الفرقة بعيد ميلادها العشرين بطريقة غير متوقعة روت بها عطش جمهورها لأغانيها وحفلاتها، عبر ألبوم غني بالتجارب، وفيلم وثائقي يكشف للمرة الأولى كواليس حياة أعضاء الفرقة الخمسة ومطبخهم الموسيقي.
"مبقتش أخاف مش مجرد ألبوم، ده رسالة أمل جتلنا بعد تعب عشرين سنة، بعد ما فكرنا تكون نهاية محتملة لمشوارنا فتحلنا بداية جديدة".. هكذا كشف أحمد حافظ من خماسي مسار كواليس العمل في حوار خاص لبيلبورد، موضحًا أن الألبوم حقق لهم نقلة نوعية، ليس فقط في مشوارهم الموسيقي ولكن في طريقة تفكيرهم وتقبلهم للواقع الذي وصلوا إليه بعد عقدين من الزمن.
وأضاف: "عشرين سنة فترة طويلة جدًا وعمر بحاله، وجتلنا فترة فكرنا فيها إن خلاص ممكن نوقف شوية أو كل واحد يقدم مزيكته بطريقته لوحده، لكن بعد ما جه عيد ميلاد الفرقة العشرين اتجمعنا وقررنا لا هنكمل وهنعمل كمان ألبوم مختلف وفيلم عن رحلتنا".
ومع الذكرى العشرين، جاءت أيضًا نقطة تحوّل "حياتية" للخماسي، حيث استهلوا العام الجاري بنقل "بيتهم" إلى مقر جديد، عبر شراء وتجهيز استوديو موسيقي جديد في منطقة الشيخ زايد بعد سنوات طويلة في القاهرة بمنطقة المعادي.
وقد أراد أعضاء الفرقة لـ "مطبخهم الموسيقي" أن يحقق حلمهم القديم عن مساحة العمل، من حيث التجهيزات الموسيقية والديكورات وحتى المكان نفسه، وليس مجرد استديو "بإيجار شهري" كالذي عملوا به سابقًا.
أما عن كواليس الفيلم الوثائقي الذي حمل نفس اسم الألبوم "مبقتش أخاف" فجاءت فكرته منذ أن فكر الخماسي "يلا نعمل ألبوم مختلف بمود حقيقي ونشارك جمهورنا تفاصيله وتحضيراته" حسبما قال حافظ، حيث انطلق تصوير الفيلم مع بداية تسجيل أغنيات الألبوم في أبريل من العام الماضي، حين قرر خماسي الفرقة هاني وصيام وأيمن وتوسي وحافظ، الدخول في "قوقعة الألبوم" والانعزال لمدة أسبوع متواصل في مكان بعيد وهادئ على البحر ليخرج بعدها الألبوم للنور مكتملًا.
كان الإصرار من الخماسي على العودة بألبوم جديد يعبر عن رؤية مسار بعد عشرين عامًا: "سافرنا سيدي حنيش وقررنا نعزل نفسنا عن العالم ونفصص كل أفكارنا واختياراتنا للأغاني وإننا مش هنرجع القاهرة غير لما يكون الألبوم جاهز، وده اللي حصل". ويبدو أن الانعزال في "كامب"، واستقاء الإلهام من البحر هو أمر محبذ بالنسبة لهم، فتلك كانت وسيلتهم الأولى منذ انطلقت رحلتهم في الإسكندرية.
وسجلت مسار إجباري أغنيات الألبوم بين القاهرة ودبي، حيث تعاونت الفرقة مع مهندس الصوت الأمريكي المجري ميكولوس مالك الذي تولى مهمة عمليات الميكس والماسترينج لمعظم الأغاني في دبي.
المخرج أمير الشناوي، الذي وثّق الرحلة لحظة بلحظة، اقترب بالكاميرا من كل عضو في "جلسة شيزلونج" طويلة، ليخرج الفيلم بسرد حقيقي، مؤثر، وإنساني، مرفق بمشاهد أرشيفية نادرة ولقطات من حفلاتهم الحية، وكيف حولوا أفكار الأغاني من مجرد "سكيتش" مبهم إلى لوحة فنية متكاملة في صورة غنائية متكاملة من حيث خطوط الكلمات وألوان اللحن والتوزيع الموسيقي.
ومثلما كان تنفيذ الألبوم مختلفًا، قررت الفرقة أن تطلقه بطريقة غير تقليدية، على ثلاث مراحل، موزعة على ثلاثة أسابيع، شملت الأولى أغنيات مثل "أدها وأدود"، "بمبي"، "بنتكلم" مع المنشد محمود التهامي، وشهدت المرحلتين الثانية والثالثة أغنية تعاونت فيها الفرقة مع "ديسكو مصر"، وأربع أغنيات دفعة واحدة أسبوعيا، من بينها "وحشني صوتك" و"مبسوط" و"في الحب مليش" و"كورنيش".
أما عن اسم الألبوم والوثائقي، فهو رسالة خفية كشفها هاني الدقاق مغني الفرقة، بقوله: "بعد عشرين سنة من حياة ورحلة مليانة تحديات وأمل وانكسارات وأحلام كتيرة منها اللي اتحقق، ومنها اللي تخطيناه وصلنا لمرحلة من السلام النفسي ككيان وعيلة إننا مش خايفين من اللي جاي، مادمنا مكلمين مع بعض وراضيين باللي حققناه".
الاسم ذاته يحمل تلميحًا مقصودًا لأغنية "متخافش من بكرا"، من ألبومهم الأول "اقرا الخبر"، وكأنها رسالة من مسار اليوم إلى مسار البدايات: "متخافوش من بكرا"