شهد مهرجان ساوندستورم حفلات استثنائية خُصِّصت بالكامل لموسيقى الروك والميتال، جمعت 15 فرقة سعودية صعدت إلى المسرح بروحٍ جماعية صاخبة، وحضورٍ جماهيري أثبت أن هذا المشهد لم يعد هامشيًا، بل حيًّا، متجددًا، وقادرًا على ملء المسارح بأصوات شقّت طريقها بعيدًا عن التيار السائد.
تنوّع صوتي… وهوية واحدة
توزّعت الفرق المشاركة على طيفٍ واسع من الأنماط، ما جعل التجربة أشبه برحلة موسيقية متعددة المحطات. فرقة سِجّيل افتتحت المشهد بطاقة الديث ميتال العنيف، بصوتٍ ثقيل وإيقاعات صادمة لا تعترف بالمساومة. تلتها إل تي كاي، التي حملت روح البانك روك والهاردكور، مقدّمةً عرضًا مباشرًا وسريعًا يعكس تمرد هذا اللون الموسيقي.
أما إيمورتال بين وويستد لاند، فمثّلتا تيار الميتلوديك ديث ميتال، حيث التوازن بين الموسيقى الصاخبة والهشاشة العاطفية. في المقابل، أخذت فرقتي جحيم وسمولدرينغ إن فورغوتن الجمهور إلى عوالم أكثر شدة عبر البلاك ميتال والبلاكند ديث ميتال، بأجواء قاتمة وصوتيات كثيفة.
على خطٍ موازٍ، قدّمت جيميكس وساوند أوف روبي جرعات مكثفة من الغرنج والبانك والهارد روك، أعادت إلى الأذهان روح التسعينيات، لكن بلمسة محلية معاصرة. أما وينتربرن وموجة، فاختارتا طريق الهارد روك بصيغته الكلاسيكية، حيث الريف الواضح، والأداء المباشر، والتواصل السلس مع الجمهور.
ولمحبي التجريب، برزت أنا.نحن بمزيج الروك البديل التقدّمي، فيما قدّمت أوتلايف وديون وفاناتيك رولرز تجارب مختلفة تراوحت بين الروك البديل، والثراش، والبوست بانك، والغاراج روك. أما سترينجرز، فقدّمت مساحة تأملية عبر الروك الآلي، لتمنح الجمهور استراحة موسيقية دون كلمات، لكن بإحساسٍ عالٍ.
جمهور النوع يملأ المسارح
ما ميّز الليلة لم يكن فقط جودة العروض، بل الجمهور. ذلك الحشد الذي أشعل المسرح حماسه، وغنّى، وقفز، وتفاعل مع كل فرقة بحماس عال. وكان واضحًا أن العلاقة بين الفرق والجمهور لم تُبنَ في هذه الليلة فقط، بل عبر سنوات من الدعم المتبادل، والحفلات الصغيرة، والمحاولات المستمرة.
وجاءت هذه الحفلات بدعمٍ مباشر من هيفي أرابيا، الداعم الأبرز لمشهد الميتال في السعودية، التي لم تكتفِ بإتاحة هذه المساحة، بل بذلت جهودًا طويلة لتحويل هذه الليلة إلى واقعٍ ملموس. دعمٌ لا يقتصر على توفير منصة للفرق فحسب، بل يمنح المشهد مقومات الاستمرارية، وفرصة حقيقية للنمو.






