جاء اليوم الثاني من قمّة صنّاع الموسيقى ضمن النسخة الثانية من أسبوع الرياض الموسيقي ليقدّم سلسلة من الجلسات الحوارية والخطابات التي تناولت مستقبل صناعة الموسيقى ودور الابتكار، والتعليم والاستدامة في بناء مشهد موسيقي سعودي متكامل. شهد الحضور في هذا اليوم نقاشات عميقة قدّمها خبراء محليّون وعالميّون التقوا تحت مظلة هدف واحد: دعم المواهب المحلّية، وصناعة بيئة موسيقية قابلة للنمو على المدى الطويل.
إليكم نظرة على أبرز الجلسات الحوارية المُقامة في هذا اليوم:
الجلسة الأولى: احتضان المواهب - مقاربات جديدة للاستثمار طويل المدى
أدارت الجلسة هالة الحديثي، المدير العام للبرامج والأنشطة في وزارة الثقافة، وشارك فيها كل من شيلي فروست من The Fridge، وإليزابيث أغبور من Global Citizen، ولوكاس باروينسكي براون من مؤسسة Lang Lang International Music، إضافة إلى نِك كينز من Tileyard. ناقشت الجلسة مفهوم الاستثمار في المواهب من منظور طويل الأمد، وكيف يمكن إنشاء بيئات فنية تُسهم في صقل الفنانين ورفع جودة أعمالهم.
وخلال حديثها، أكدت شيلي فروست أهمية المساحات الإبداعية العملية، قائلة: "تكمن أهمية هذه المساحات العملية في أن الموسيقى وُجدت لتُعزف وتُسمَع. هي علاقة مباشرة بين الفنان والجمهور، ولا يمكن لأي شيء أن يحلّ محلّ هذا التفاعل". أما نِك كينز فأشار إلى أن التعاون أصبح حجر الأساس في تطور الفنان، موضحًا أن دمج الكتّاب مع كتّاب آخرين، أو المصورين مع الفنانين وسواهم يخلق بيئة خصبة للابتكار ويُسرّع من عملية التطور المهني.
الجلسة الثانية: الأثر الاجتماعي المستدام - كيف يمكن للموسيقى بناء منظومة السعودية؟
أدار الجلسة رامي زيدان، المدير العام لبيلبورد عربية، وشارك فيها بانوس باناي من الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم، وَويل بيج من Pivotal Economics، وندى الحلبي من مؤسسة مدل بيست. ركزت الجلسة على دور الموسيقى في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وكيف يمكن بناء منظومة سعودية متكاملة تمتد جذورها من البنية التحتية إلى المواهب.
وفي سياق حديثه عن التحول الذي تعيشه المملكة، قال رامي زيدان: "حين نتحدّث عن استدامة ونمو المملكة، فنحن نعيش حقبتين في وقت واحد.. قد نشاهد جمهور محمد عبده يملأ المسارح، وفي الوقت ذاته نرى جيلًا جديدًا يخلق مشاهد فرعية في الهيب هوب والموسيقى الإلكترونية وغيرها"
ومن جانبه، شدّد بانوس باناي على أهمية توفير البيئة المناسبة للمواهب، موضحًا:"الموهبة موجودة في كل مكان، لكن التحدّي يكمن في إحاطتها بالبنية التحتية المناسبة التي تمكّن من تحويلها إلى مسيرات مهنية مستدامة".
الجلسة الثالثة: ربط التعلم العملي بالتعليم الأكاديمي عبر برامج الـ Micro-Credentials
أدار الجلسة باول باسيفيكو، الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، وشارك فيها كلّ من المؤلّفة الموسيقية إليزابيث كيلي، والمستشارة دينيس ستانلي تشارد، مُؤسسة برنامج CLOCK.
استعرضت الجلسة آليات ربط التعليم الموسيقي التقليدي بمتطلبات سوق العمل عبر برامج قصيرة المدى، تتيح للمواهب اكتساب مهارات عملية متخصصة. وتعمّق النقاش في كيفية تحويل الخبرة المهنية للفنانين إلى اعتمادات أكاديمية تعزز مسارهم وتزيد من فرصهم في القطاع.
كلمة الختام لقمّة صناع الموسيقى
اختُتم اليوم الثاني بكلمة قدّمها باول باسيفيكو، تحدّث فيها عن الرسالة الجوهرية التي تردّدّت في جلسات وكلمات القمّة. وأشار إلى أن الموسيقى ليست مجرد فن، بل قيمة مجتمعية تعلّمنا الإنصات والتعاون والمثابرة، كما تسهم في تقوية المجتمعات وتعزيز الهويّة الثقافية وفتح الأبواب أمام الفرص الجديدة، مضيفًا: "السعودية تبني مشروعًا جديدًا؛ عالميّ الامتداد، سعوديّ الهوية، ومستدام في تصميمه".






