طرحت بلقيس أغنية "مدللي" باللهجة الخليجية منذ أكثر من أسبوع، وذلك بعد أغنيتها الصيفية "يا مطنشنا" والتي كانت باللهجة المصرية، لتعود إلى بيئتها الغنائية وتغوص هذه المرة في حالة عاطفية صافية تحتفي بالحب بكل ما يحمله من تبدل وتحول في حياة المحبين.
الأغنية من كلمات قصي عيسى و ألحان عبد العزيز لويس وتوزيع طلال العيدان، وقد رافقها فيديو كليب من توقيع المخرج دان حداد.
ما بين التغيير العاطفي والانتصار للحب
منذ المطلع الأول للأغنية "أنا قبلك لا حياة لمن تنادي/ بس مجرد شخص يتنفس هوا/ كان تغييري بغرامك لا إرادي / إختلافي صار شكل ومحتوى" تضعنا بلقيس أمام سردية واضحة: هذا الحب لم يكن عابرًا، بل كان مفصليًا في حياتها غيرها من الداخل والخارج.
تتدرج السردية العاطفية نحو الذروة في "أخيرًا الحب انتصر والله فرجها" عبارة قصيرة تحمل في طياتها كل الصراعات والانكسارات التي ربما مرت بها العلاقة، لتتحول الأغنية إلى احتفال بانتصار الحب بعد تخطي العقبات.
اختار عبد العزيز لويس لحناً ناعمًا ومتدرجًا، يبدأ بإيقاعات هادئة ويتصاعد تدريجيًا، وأدخل طلال العيدان في التوزيع إيقاعات غربية ثم خليجية، قبل أن يبلغ ذروته في المقطع الاحتفالي الذي ترافقه أصوات الكورال كأننا في مشهد زفاف. هذا التدرج في اللحن والتوزيع يعكس الحالة الشعورية بدقة، بينما تضيف الوتريات الناعمة في الخلفية بعدًا رومانسيًا مؤثرًا.
الجانب البصري في الكليب كان امتدادًا لروح الأغنية، خلق دان حداد عالمًا متكاملًا يعتمد على الألوان الهادئة والتفاصيل الحميمة: كلمات مكتوبة بخط اليد و زهور وإضاءة دافئة وفساتين أنثوية ناعمة ترتديها بلقيس، كل عنصر بصري بدا وكأنه يترجم سطرًا من كلمات الأغنية. يبلغ الكليب ذروته حين يُطلب يد الحبيبة في لقطة رومانسية عند الغروب تُحاكي أفلام الحب الكلاسيكية.
حكم أولي
من يتابع مسيرة بلقيس يعرف أنها من أكثر الفنانات تنقلاً بين اللهجات، بل واللغات، فهي تُجيد الغناء حتى بالفرنسية والهندية والإيطالية، لكنها من وجهة نظري تبدو في قمة تألقها حين تغني بالخليجية.
قدمت في السنوات الأخيرة أعمالًا مليئة بالقوة والتحدي مثل "انتهى" و"ألف روح" لكنها في "مدللي" تسلك مسارًا مختلفًا حيث تحتفي بالحب بنعومة وبالفرح لا بالدراما. وتبدو في الأغنية كأنها تهمس بمشاعرها وهذا ما يجعل الأداء أكثر صدقًا وأقرب إلى القلب. وربما كان تحفظي الوحيد هو على بعض التعابير، مثل "أتمنى أخفيك عن كل شي وأحميك"، والتي لم تعد تنطوي عن رومانسية كما في الماضي، بل باتت اليوم ترتبط بحب التملك أو الهوس.
تكرار التعاون مع عبد العزيز لويس يُثبت مرة أخرى التناغم الكبير بينهما، حيث يعرف الملحن تمامًا كيف يترجم إحساس بلقيس بصوتها العذب ويمنحها هنا المساحة للتألق بدون مبالغات. الأمر الذي لطالما كان أكبر مؤثر في مسيرة أي فنان، حين يبدأ بأداء أغاني صنعت خصيصًا له وعلى قياسه.