بين ملامح صوته الآخذ في النضج، وبحثه عن هوية موسيقية خاصة، وصل يزيد فهد إلى استديو جلسات بيلبورد عربية ليقدّم صورة صادقة عن جيل الإندي السعودي الصاعد. لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل لحظة كاشفة عن فنان يمزج العفوية بالعمق، ويحوّل تجاربه الشخصية إلى موسيقى حيّة.
في ثالث جلسات بيلبورد عربية للعام 2025، استضافت السلسلة يزيد فهد، ليقدّم مجموعة من أغانيه الخاصة.جاء حضوره امتدادًا لمسيرته التي بدأت بالعزف على الجيتار وتطورت إلى الغناء، حيث أحاط يزيد نفسه بفرقة موسيقية متكاملة تتكوّن من كيبورد وعود وكمانجة وتشيلو ودرامز، ما منح الجلسة بعد صوتي غني، وجعل كل مقطع موسيقي يتناغم مع الآخر في لوحة متكاملة من الأصوات.

من هو يزيد فهد؟
خلال الأشهر الأخيرة، تزايد حضور اسم يزيد فهد بعد انضمامه إلى عائلة تسجيلات مدل بيست. غير أن مسيرته لم تبدأ من هنا؛ لسنوات طويلة صنع موسيقاه في الظل، بخطوات هادئة وإيقاعه الخاص.
بدأت حكايته مع الموسيقى من الجيتار، حين كان يشارك مقاطع عزفه عبر منصات التواصل الاجتماعي، قبل أن يكتشف صوته ويغوص في عالم الغناء. هذا التحوّل فتح أمامه بابًا لبناء لغته الفنية الخاصة، لينتقل تدريجيًا إلى الغناء بالعربية، الفصحى أولًا ثم انتقل إلى لهجات أخرى، حيث تمازج صوته مع الألحان والنصوص العاطفية، كما سمعنا في أغانيه "مين بتكون" و"مالي" و"أنا".

أغاني يزيد فهد بتوزيعات جديدة
افتتح يزيد الجلسة بأغنيته "أبغاها"، حيث أتاح التوزيع الحميم للآلات المجال لصوته في التطور بين اللحظات الرقيقة والمتأملة. تواصلت الأمسية مع "أم العيال"، في أداء متدرج أظهر تطور صوته وقدرته على التعبير عن مشاعر متنوّعة.
حرص يزيد أن يبقى بصحبة جيتاره طوال الجلسة، وإن كان صوته غير رئيسي في بعض الأغاني، لكنه بدا امتدادًا لحضور يزيد، يستخدمه كوسيلة للتواصل المباشر مع التوزيعات الموسيقية المختلفة وربطها ببعضها، مما أضاف بعدًا شخصيًا وعفويًا للأداء. قدّم أغنية "مين بتكون" محمّلًا بتساؤلاته الوجودية التي تميّز كتاباته.
اختتم يزيد الجلسة بأداء أغنيته "حبيبتي إنتي" بطريقة مختلفة قليلًا عن الإصدار الأصلي، مع إيقاع أسرع أعطى الأغنية دفعة حيوية، بينما غاص يزيد في التعبير العاطفي، تاركًا بصمة لا تُنسى في هذه الأمسية الحميمة.

تجربة شديدة الخصوصية لاسم من الجيل السعودي الشاب
جاءت هذه الجلسة لتؤكد أن رحلة يزيد فهد تستحق المتابعة، بدءًا من منصات التواصل الاجتماعي التي قدم فيها مقاطع عزف وغناء باللغة الإنجليزية، وصولًا إلى إصدارات عربية تأملية مثل "لمن سأحب" و"منزل" و"لب الموضوع".

ساعده هذا التحوّل على صقل هويته الفنية وإبراز مرونة صوته، ليقدّم في هذه الأمسية خلاصة ما راكمه من تجارب، مع أداء يجمع بين النضج الصوتي، تنوع الآلات، ولحظات الارتجال التي أضفت لمسة من الصدق، مؤكّدًا مكانته المتنامية في مشهد الإندي السعودي.
تابعوا الجلسة الكاملة عير قناتنا على يوتيوب: