تُكمل أغنية Bohemian Rhapsody لفرقة كوين عامها الخمسين. هذا العمل الملحمي، الذي اعتاد قائد الفرقة فريدي ميركوري أن يصفه بـ"الأوبرا الساخرة"، جرى تسجيله في أواخر أغسطس وسبتمبر من عام 1975، وصدر في 31 أكتوبر من العام نفسه.
لطالما اعتُبرت الأغنية كلاسيكية خالدة؛ ففي أكتوبر 1977، أي بعد عامين فقط من صدورها، جرى اختيارها كأفضل أغنية بريطانية خلال الأعوام الخمسة والعشرين السابقة من قبل British Phonographic Industry. كما أُدرجت في قاعة مشاهير الجرامي عام 2004، ثم في السجل الوطني للتسجيلات عام 2022.
في يوليو 2019، تجاوز الفيديو الرسمي للأغنية حاجز المليار مشاهدة على يوتيوب، لتصبح أقدم أغنية تحقق هذا الرقم على المنصة. وفي عام 2021، نالت شهادة Diamond من RIAA بعد أن وصلت مبيعاتها الرقمية/وبثها إلى ما يعادل 10 ملايين نسخة، لتكون الأغنية الوحيدة من السبعينيات التي تحصل على هذه الشهادة.
اثنان من الأسماء الرئيسة الذين شاركوا في تسجيل الأغنية رحلوا عن عالمنا: ميركوري، الذي كتب الأغنية وغنّى الأجزاء الرئيسية والكورال والأداء الأوبرالي وعزف البيانو، وتوفي عام 1991 عن 45 عاماً؛ وروي توماس بيكر، الذي شارك في إنتاج الأغنية (وخمسة ألبومات لـ كوين في السبعينيات)، وتوفي في أبريل الماضي عن عمر 78 عاماً.
أما بقية أعضاء الفرقة فما زالوا على قيد الحياة: براين ماي (78 عاماً)، الذي عزف الجيتار الكهربائي وغنّى الأجزاء الأوبرالية؛ روجر تايلور (76 عاماً)، الذي عزف الطبول وأدى الغناء الأوبرالي؛ وجون ديكون (74 عاماً)، الذي عزف الجيتار الباص.
إليكم 14 حقيقة ينبغي معرفتها عن هذه الأغنية الكلاسيكية بمناسبة مرور نصف قرن على إطلاقها.
Bohemian Rhapsody كانت أول أغنية لفرقة كوين تدخل المراكز الأولى على Billboard Hot 100
وصلت الأغنية إلى المركز التاسع في أبريل 1976، بعدما كانت فرقة كوين قد اقتربت من قائمة العشرة الأوائل بأغنيتها الانطلاقة Killer Queen التي بلغت المركز 12 في مايو 1975.
جاء نجاح Bohemian Rhapsody القوي رغم أسلوبها غير التقليدي وطولها (5:50 دقائق). فقد كانت أطول أغنية تدخل المراكز العشر الأوائل منذ أغنية إلتون جون Someone Saved My Life Tonight (6:45 دقائق) قبلها بثمانية أشهر.
الأغنية تصدرت قائمة الأغاني البريطانية الرسمية لتسعة أسابيع – المدة الأطول منذ نحو 20 عاماً
كانت Bohemian Rhapsody أول أغنية لـ كوين تصل إلى المركز الأول في بريطانيا. أما Killer Queen فقد بلغت المركز الثاني فقط في بلدها الأم. امتد بقاء الأغنية في الصدارة لتسعة أسابيع، وهو أطول رقم منذ أن سيطرت أغنية بول أنكا Diana على القمة لتسعة أسابيع عام 1957.
وبطريقة يصعب تصديقها، حلّت أغنية Mamma Mia لفرقة آبا في المركز الأول لتحل محل Bohemian Rhapsody، وهي الأغنية نفسها التي تتكرر عبارتها الشهيرة “mamma mia” داخل عمل فريدي ميركوري.
كتب فريدي ميركوري Bohemian Rhapsody – لكنها لم تكن أعلى أغنياته على قائمة Hot 100
ألّف ميركوري أيضاً أغنية Crazy Little Thing Called Love ذات الطابع الروكابيلي، والتي أصبحت عام 1980 أول أغنية لـ كوين تصل إلى المركز الأول. كما كان المؤلف الوحيد لأغنية We Are the Champions التي بلغت المركز الرابع، وثلاث أغانٍ أخرى اقتربت من العشرة الأوائل: Body Language (المركز 11)، Killer Queen (المركز 12) وSomebody to Love (المركز 13).
الأغنية حققت لـ كوين أول ترشيحين لجوائز الجرامي – لكنهما لم يفوزا
رُشحت الفرقة لجائزة أفضل أداء بوب صوتي لثنائي أو مجموعة أو كورس، لكنها خسرت أمام أغنية Chicago If You Leave Me Now. كما رُشحت لجائزة أفضل توزيع صوتي (ثنائي أو مجموعة أو كورس)، لكنها خسرت لصالح أغنية Starland Vocal Band Afternoon Delight.
قد تبدو هذه الخسائر غريبة اليوم، لكن بالعودة إلى سياقها التاريخي، كان لكلتا الأغنيتين (If You Leave Me Now وAfternoon Delight) صدارة قائمة الـHot 100، في حين أن Bohemian Rhapsody لم تتجاوز المركز التاسع. إضافة إلى ذلك، كانت If You Leave Me Now أول أغنية لـ Chicago تتصدر القائمة بعد 10 أغنيات سابقة توقفت عند المراتب العشرة الأولى دون بلوغ القمة، كما أن الأغنية مثلت اتجاهاً موسيقياً جديداً للفرقة.
وحظيت كل من أغنيتي Chicago وStarland Vocal Band بترشيحات لجائزة "تسجيل العام"، بينما لم تُرشح Bohemian Rhapsody لهذه الفئة. لذا، لم يُعتبر خروجها خالية الوفاض من الجرامي مفاجأة وقتها، رغم أنها اليوم تُعد أكثر كلاسيكية وقيمة من الأغنيتين الأخريين. وكما ذُكر سابقاً، فقد أُدرجت Bohemian Rhapsody لاحقاً في كل من قاعة مشاهير الجرامي والسجل الوطني للتسجيلات، بينما لم تحصل أغنيتا Chicago وStarland Vocal Band على أي من هذين التكريمَين حتى اليوم.
كوين صورت فيديو موسيقي للأغنية في خطوة نادرة عام 1975
تم تصوير الفيديو في عشر ساعات فقط بتاريخ 10 نوفمبر 1975، من إخراج بروس غوورز الذي سبق له أن أخرج فيديو لحفل الفرقة عام 1974 على مسرح Rainbow Theatre في لندن. واليوم، يُعتبر هذا الفيديو واحداً من أهم الأعمال البصرية في مرحلة ما قبل إم-تي-في، ومقدمة لعصر الفيديو كليب الذي تلاها.
A Night at the Opera حمل عنوان فيلم للأخوة ماركس عام 1936
ظهرت Bohemian Rhapsody ضمن ألبوم كوين الرابع A Night at the Opera. وقد استمد الألبوم عنوانه من فيلم كوميدي صدر عام 1936 لفرقة The Marx Brothers الأسطورية.
أما ألبوم الفرقة التالي A Day at the Races، فقد حمل بدوره عنوان فيلم آخر للأخوة ماركس. وهنا تزداد القصة تشويقاً: كان فيلم A Day at the Races هو العمل السينمائي اللاحق مباشرة لفيلم A Night at the Opera. ولو أرادت الفرقة الاستمرار في هذا التقليد، لكان من الممكن أن تطلق على ألبومها التالي اسم Room Service (الفيلم التالي في سجل الأخوة ماركس)، لكنها فضّلت اختيار عنوان News of the World بدلاً من ذلك.
مراجعة مجلة رولينغ ستون لألبوم A Night at the Opera لم تذكر أشهر أغنياته
في مراجعتها للألبوم المنشورة بتاريخ 2 أبريل 1976، لم تشر مجلة Rolling Stone حتى إلى Bohemian Rhapsody، بل اعتبرت أن أغنية The Prophet’s Song هي الأبرز في الألبوم.
لكن المجلة غيّرت موقفها لاحقاً، ففي عام 2004 جاءت الأغنية في المركز 163 على القائمة الافتتاحية لـ"أعظم 500 أغنية في التاريخ". وفي تحديث 2010 تراجعت قليلاً إلى المركز 166، لكنها قفزت إلى المركز 17 في تحديث 2021 الذي تزامن مع صدور الفيلم البيوغرافي الناجح Bohemian Rhapsody. وفي المراجعة الأحدث عام 2024، حافظت الأغنية على مركزها في المرتبة 17، لتصبح رابع أعلى أغنية من السبعينيات بعد What’s Going On لـ مارفن غاي (1971)، وDreams لـ فلييتوود ماك (1977)، وSuperstition لـ ستيفي ووندر (1972).
وفي تعليق المجلة الأحدث على الأغنية، جاء: “Bohemian Rhapsody تضم نحو 180 طبقة صوتية وتمتد بين الروك والأوبرا والهيفي ميتال والبوب – كل ذلك في ست دقائق. … لقد استُنزفت التكنولوجيا التسجيلية وقتها لدرجة أن بعض الأشرطة أصبحت شبه شفافة بسبب كثرة عمليات الـ overdub، لكن كوين ابتكرت عملاً يجسد المأساة والعبث والفكاهة في التجربة الإنسانية.”
كما كتب براين هايات من مجلة رولينغ ستون تاريخاً تفصيلياً (ويُنصح بقراءته) عن الأغنية في عدد المجلة الرقمي الحصري بعنوان: “Bohemian Rhapsody at 50! Brian May and Roger Taylor on Queen’s Masterpiece.”
Bohemian Rhapsody عادت إلى المركز الأول في بريطانيا عام 1991
عادت أغنية Bohemian Rhapsody إلى صدارة المخطط الرسمي للأغاني المنفردة في المملكة المتحدة في 21 ديسمبر 1991، أي بعد أقل من شهر على وفاة فريدي ميركوري في 24 نوفمبر. وظلت متربعة على القمة لمدة خمس أسابيع، لتضاف إلى تسعة أسابيع كانت قد حققتها في صدارتها الأولى، ما جعلها واحدة من بين ست أغانٍ فقط قضت 14 أسبوعاً أو أكثر في المركز الأول في بريطانيا.
أما الأغاني الأخرى التي حققت هذا الإنجاز فهي:
I Believe لـفرانكي لاين (18 أسبوعاً عام 1953)
(Everything I Do) I Do It for You لـ براين آدامز (16 أسبوعاً عام 1991)
Love Is All Around لـ ويت ويت ويت (15 أسبوعاً عام 1994)
One Dance لـ دريك بمشاركة ويزكيد وكايلا (15 أسبوعاً عام 2016)
Shape of You لـ إد شيران (14 أسبوعاً عام 2017)
وفي بريطانيا، يُعد لقب "Christmas Number 1" – أي الأغنية التي تتصدر قائمة الأغاني الرسمية في أسبوع عيد الميلاد – حدثاً بالغ الأهمية. وتبقى Bohemian Rhapsody هي الأغنية الوحيدة في التاريخ التي نالت هذا اللقب مرتين: الأولى عام 1975، والثانية عام 1991.
ثلاث فرق وفنانين آخرين دخلوا قائمة Hot 100 بأغنية Bohemian Rhapsody
جميعها ارتبطت بمشاريع سينمائية أو تلفزيونية: فرقة الـ آر-أند-بي ذا بريدز أوصلتها إلى المركز 42 عام 1996 (من فيلم High School High)، وفريق مسلسل Glee إلى المركز 84 عام 2010 (من مسلسل فوكس التلفزيوني في ذروة نجاحه حينها)، وباينك! آت ذا ديسكو إلى المركز 64 عام 2016 (من فيلم Suicide Squad).
كما أن ألبوم وويرد آل يانكوفيك بعنوان Alapalooza (1993) تضمن نسخة بعنوان Bohemian Polka، وهي إعادة توزيع للأغنية بأسلوب البولكا. وصل الألبوم إلى المركز 46 على Billboard 200 وحصل على شهادة ذهبية.
Bohemian Rhapsody هو فيلم السيرة الموسيقية الأعلى إيرادًا في التاريخ
حقق الفيلم إيرادات بلغت 910.8 مليون دولار عالميًا، ليصبح الأعلى دخلًا بين أفلام السيرة الذاتية الموسيقية. وجاءت في المراتب التالية: Elvis (عن إلفيس بريسلي، 288.7 مليون دولار)، Straight Outta Compton (عن فرقة N.W.A، بـ 201.6 مليون دولار)، Rocketman (عن إلتون جون، 195.3 مليون دولار)، وWalk the Line (عن جوني كاش، 186.8 مليون دولار).
حصد Bohemian Rhapsody أربع جوائز أوسكار، أكثر من أي فيلم آخر في عام 2019
في حين جاءت أفلام Black Panther وGreen Book وRoma في المركز الثاني بثلاث جوائز لكل منها. فاز الفيلم بجائزة أفضل ممثل، وأفضل مونتاج، وأفضل مونتاج صوتي، وأفضل خلط صوتي. وعند تسلمه جائزة أفضل ممثل، قال رامي مالك جزئيًا: "استمعوا، لقد صنعنا فيلمًا عن رجل مهاجر، عاش حياته بلا اعتذار عن نفسه. وحقيقة أنني أحتفل به وبقصته الليلة معكم هي دليل على أننا نتوق لقصص كهذه."
ترجمة بتصرف للمادة الأصلية من موقع Billboard.com