في أمسية جمعت محبّي إليسا والمقرّبين منها، احتفت بيلبورد عربية بتكريم استثنائي للنجمة اللبنانية. فبعدما تُوّجت بجائزة “Women in Music" لعام 2025 من منصة Billboard العالمية، تقديراً لإرثها الفني ومسيرتها المليئة بالقوّة، الإصرار، والدفاع الدائم عن المرأة العربية، قررت إليسا إنهاء عامها بالاحتفال بتسجيلها لهذا الإنجاز العالمي المضاف لمسيرتها، وأن تستضيف الاحتفال في مدينتها بيروت.
حرصت إليسا عبر أكثر من 25 عامًا على الحديث دومًا عن قضايا المرأة ودعمها وتمكينها. حولت الكثير من أغانيها إلى أفلام قصيرة تنقل عبر الصورة كما عبر الصوت قضايا تعنى بصراعات المرأة العربية، كرسالتها ضد التعنيف الأسري في أغنية "يا مرايتي" والاضطرابات النفسية في "عكس اللي شايفينها". كما فاجأت الجمهور العربي حين أصدرت كليب أغنية "إلى كل اللي بيحبوني" لتكشف حينها عن إصابتها بمرض السرطان، وتحوله لرسالة توعوية حول سرطان الثدي بمشاركتها تسجيلات صوتية خاصة بها في بداية الفيديو حول رحلة علاجها وتفاصيل معاناتها. هذه التجارب وغيرها الكثير من لحظات مسيرتها، استغلت إليسا فيها منبرها في عالم الفن، ونجوميتها وشهرتها، لتصل للملايين من الجمهور الذي أحبها في العالم العربي بصوت داعم للنساء.
رامي زيدان، المدير العام لـ بيلبورد عربية، قدّم لها الجائزة مؤكدًا في كلمته أنّ اختيار Billboard العالمية لإليسا لم يستند فقط إلى نجاحاتها الفنية المتراكمة، بل إلى قصّة نضال حقيقية أثبتت فيها أنّ الفن رسالة، وأنّ الصوت قادر أن يكون ملجأً وقوّة في آن من خلال الموسيقى. وجاء ضمن كلمته: "كانت إليسا أول فنانة عربية تظهر على غلاف بيلبورد عربية… من بعدها أطلقت إليسا الوثائقي الخاص بها على منصة نيتفلكس الذي عرفنا على الجانب الشخصي منها بعيدًا عن الموسيقى. فازت من بعدها في ديسمبر العام الماضي بجائزة الأيقونة ضمن جوائز بيلبورد عربية للموسيقى. ثم كان علينا بالتعاون مع منصة Billboard العالمية في لوس أنجلس أن نختار فنانة من العالم العربي لنكرمها ضمن فعالية Women In Music فلم يكن صعبًا علينا أن نختار إليسا كامرأة لبنانية رفعت صوتها بأكثر من الموسيقى.. إلهامًا للنساء."
اللحظة التي اعتلت فيها المنصة كانت كافية لتكشف الكثير… وقد بدا التأثر واضحًا في عينيها وحديثها، وهي تلقي كلمة تعكس فخر امرأة تعرف تماماً أنّ أحلامها لا سقف لها. وأكّدت في كلمتها أنّها ممتنّة لهذا التكريم، وأنّها ستظلّ متمسّكة برسالتها: دعم كل امرأة للوصول، ومواجهة أي ظلم يطال المرأة العربية في أي مجال. كما تألّقت إليسا على السجادة الحمراء بإطلالة تعكس رُقيّها، وجاء الحدث ككل وإصرارها على احتفائها به مع عائلتها وأصدقائها المقربين ليعكس شخصيتها العاطفية وارتباطها بعمق بمن حولها.
أصبحت إليسا عبر مسيرتها أكثر من مجرد صانعة هيتات، بل رمزًا لرحلة لا ينفصل فيها الفن عن الشخصية، وذاكرة عاطفية راسخة مع الحمهور لأكثر من عشرين عاماً، ورسالة صادقة تقول إنّ الفن الحقيقي يبقى طالما يُشبه الناس ويتحدث بلغتهم.





