يواصل وائل كفوري استراتيجيته في إطلاق أغاني ألبوم الجديد "WK25"، تباعًا. فصدرت "تك تك قلبي بعد مرور أسبوع واحد فقط على أولى إصدارات الألبوم "بدي غير فيكي العالم". الأغنية الجديدة تُعيد كفوري إلى المساحة التي طالما تميز بها: الخفّة العاطفية الممزوجة بإيقاع راقص، ما يكرّس حضوره في صيف 2025 كأحد أبرز نجوم المشهد الموسيقي في العالم العربي بعد سنوات من الإصدارات المنفردة، المتباعدة والهادئة.
مزيج الإيقاعات والرومانسية
من اللحظة الأولى، تفتح "تك تك قلبي" نافذتها على أجواء يعرفها جمهور كفوري جيدًا. إيقاع الأغنية البلدي وصوت المجوز، يُشبه تمامًا صوت أعراس الضيَع اللبنانية، عبر لحن وتوزيعات وضعها بلال الزين. هذا المزاج الريفي الشعبي يمنح الأغنية طاقة بصرية خفية، تجعل المستمع يرى المشهد، لا يسمعه فقط. ذلك دون الحاجة لمشاهدة الكليب الذي أخرجه شريف ترحيني، والذي يضع فيه الأغنية بقالب العرس الريفي.
كتب منير أبو عساف كلمات بسيطة وشفافة، تسرد مشهدًا عاطفيًا مألوفًا: اعتراف بالحب، عرض زواج، انتظار وثم موافقة. لكن خلف هذا السرد البسيط، تبني الأغنية توترًا رومانسيًا ناعمًا، يتحرك مع تَكّات الساعة وتكّات القلب معًا. ولا ننسى محاولة تقديم ترند جذّاب، مع جملة "تك تك تك" في اللازمة، حيث نرى وائل في الكليب يؤدي الحركات الراقصة المرافقة للجملة مع الجمع المحيط به، بأسلوب يناسب تحديات تيك توك، أو الأجواء الراقصة للأعراس.
حُكم أولي
لعل ما يميز الأغنية أنها تُعيد المستمع إلى حقبة وائل كفوري في التسعينيات، حين كانت أغانيه تمزج بين الرومانسية والإيقاع الشعبي. هذه العودة ليست استنساخًا، بل استحضارًا لطاقة غنائية ضائعة في كثير من الإنتاجات المعاصرة.
رغم حداثة التوزيع وسلاسة الصوت، إلا أن الجو العام للأغنية يوحي بأنها خرجت من بيت قديم في جبل لبنان، لا من استوديو في بيروت. هذا المزج بين الحداثة والنوستالجيا يمنح العمل خصوصيته، ويجعله قريبًا من القلب. فلا نشعر أن وائل كفوري يحاول في "تك تك قلبي" أن يقدم أغنية مفاجئة أو خارجة عن المألوف، بل يقدم ما يعزز التوزيع الموسيقي البسيط الذي يحاكي الذاكرة.
الأغنية توقظ شيئًا قديمًا في المستمع، وتعيده إلى زمن كانت فيه البساطة عنوانًا للحب. وقد تكون هذه العناصر كلمة السر التي تعيد وائل كفوري للمنافسة في صيف 2025، الذي تزدهر به الألبومات العربية مجددًا.