أطلق الأخرس أغنيته الجديدة "حرب"، بعد أربعة أشهر من تقديمه لأغنية "سكابا" التي حققت نجاحا كبيرا ووصلت إلى المركز الرابع في قائمة بيلبورد هوت 100، والمركز الثالث في قائمة أعلى 50 أغنية ليفانتين.
غير أن الأغنية الجديدة أثارت جدل بين نقاد فريق بيلبورد عربيةً، بين مؤيد للخط الفني الذي ينتهجه الأخرس أخيرا ومن يراها محاولة مرتبكة لتكرار نجاح "سكابا."
عمر بقبوق
عرف الأخرس كيف يجد لنفسه زاوية خاصة ضمن الموجة الجديدة في البوب ليفانتين، حين قدّم أغنيته السابقة "سكابا"، التي شكّلت نقطة تحول في مساره الفني، وبنى من خلالها أسلوبه الجديد عبر مزج عناصر من الفولكلور الشعبي في بلاد الشام بأسلوب الأداء الرومانسي الذي كان يميّزه أصلاً.
في أغنيته الجديدة "حرب"، يواصل الأخرس نهجه الفني السابق، لكنه يتخذ مسارًا أكثر ابتكارًا. لا يعتمد مباشرة على الفولكلور الشعبي كما فعل في "سكابا"، بل يقدّم مطلعًا موسيقيًا مستوحى من تراث بادية الشام. قبل أن يدخل بالغناء في افتتاحية تحمل قدرًا عاليًا من الشعرية، رغم استخدامه بعض القوالب اللغوية الجاهزة من الشامية المحكية.
الغناء الغزلي غير المباشر يظهر عندما يخاطب الآخرين، مغنيًا ليُلوم كل من زعم بإمكانية إيجاد بديل للمحبوب: "وين وين اللّي قالو ألقى مثل جمالو لا بالسند ولا بالهند كله صفر عشمالو".
تخفّت جمالية الأغنية تدريجيًا بعد البداية القوية، مع سقوطها أحيانًا في فخ البيئة التي يصورها الأخرس في "حرب". فبينما تعكس الأغنية الثقافة الشعبية القبائلية في منطقة بادية الشام بشكل بارز، وتتميّز بتقديم صورة موسيقية جمالية عنها، إلا أن الكلمات لا تواكب هذه الصورة في بعض المقاطع. ومع ذلك، يعيد الأداء العاطفي للأخرس التوازن للأغنية ويمنحها بعدًا شعوري متينا.
يوسف علي
لا أرى في أغنية وفيديو كليب الأخرس الجديد "حرب" امتدادًا للخط الفني الذي بدأه مع فيديو كليب "سكابا"، بل أقرب لإعادة إنتاج فكرة ناجحة تم تنفيذها بارتباك واضح.
فعلى مستوى الإنتاج الموسيقي الذي أشرف عليه الأخرس وعز كيلاني، ومع استثناء استخدام الأصوات الاحتفالية الحية، لا يضيف العمل أي جديد من حيث عناصر اللحن أو الدبكة أو الباس العميق الذي يطغى على معظم إصدارات المشهد الشامي في الموسم الحالي.
أسلوب الأداء في الافتتاحية سبق وقدمه الأخرس في "سكابا"، والمشكلة تكمن في أن تلك الأغنية، بإيقاعها المنخفض، تميل إلى الهدوء والسكون، بينما يُفترض أن تكون "حرب" أغنية حماسية تعكس أجواء البادية. لذلك، كان من الضروري تعديل أسلوب الأداء ليواكب الحالة المطلوبة لمزاج الكليب البصري والكلمات.
لم تقدّم الكلمات أي جديد، والأسلوب الغزلي غير المباشر ليس من الثيمات البارزة في ثقافة البادية. وكان بالإمكان استغلاله لتقديم تفاصيل وتعابير غزلية مركّبة تبرز جمال المحبوب، أو تربط بين هذا الجمال وما قد يقوم به البطل ليستعيد محبوبه بعد الفراق.
كان بالإمكان تجاوز كل هذا لو أن التصور البصري قُدم في الفيديو كليب بشكل أفضل؛ غير أن المشكلة هنا تكمن في غياب التناسق بين الكلمات والصورة المعروضة. كان من المفترض أن تظهر المحبوبة منذ بداية الكليب، خاصة وأنها محور الأحداث، لكنها تظهر متأخرة للغاية، ونحتاج لنحو دقيقة أو أكثر لنلاحظ الرابط بينها وبين الأخرس. كما أن الفيديو لا يظهر أي مواجهات مع أفراد القبيلة التي هربت إليها محبوبته، رغم أن جملة "حبت واحد ما بينحب" تتزامن مع لقطات تُظهر وجوه مقاتلين من القبيلة الأخرى.
يظهر الأخرس نفسه كشخصيّة ثانوية لا تحرك الأحداث. الأمر نفسه ينطبق على محبوبته. حتى الاقتباس الذكي من إكسسوارات الأسلحة المستوحاة من أجواء سلسلة أفلام "Mad Max" لم يُستغل في مشاهد مواجهة بالأسلحة، رغم أن ذلك كان سيعزز فكرة الكليب ويواكب كلمات الأغنية، حيث كان بالإمكان أن يتمحور حول جلسات السمر والمواجهات القتالية بالأيدي.