أطلقت ماجدة الرومي أحدث أغانيها المنفردة، "بلا ولا أي كلام"، لتشكل خطوة جديدة على طريق عودتها إلى تقديم أغاني تُذكّر بمرحلة تألقها الساطع في التسعينات ومطلع القرن الحالي، عندما قدمت أغاني مثل "كلمات" و"كن صديقي" و"اعتزلت الغرام".
كتبت ماجدة الرومي كلمات الأغنية بنفسها. أما الألحان فكانت ليحيى الحسن والتوزيع لحسان الحسن.
حكم أولي
"بلا ولا أي كلام" جاءت بعد إصدار "قول يا قلبي"، التي طرحتها في فبراير/ شباط 2025. يمكن اعتبار أن الأغنيتين يمثلان قطيعة مع مرحلة مالت بها ماجدة الرومي نحو الأجواء الغربية، كأغنية "بعدني بقلبك" في فبراير/ شباط 2024. قدمت ماجدة الرومي خلال السنوات الأخيرة أعمالاً استمعنا لها على مضض لنعود بعدها لستايل أغانيها القديمة التي ارتبطنا بها.
"بلا ولا أي كلام"، فيها شيء مختلف، إذ تبدو الأغنية أكثر من مجرد نافذة إلى الذاكرة، بل هي أفضل من سابقاتها، وأكثر غنى بالتفاصيل الرقيقة التي تجذبك للاستماع إليها مرة تلو الأخرى.
تستكمل الأغنية عودة ماجدة الرومي إلى النغمة التسعيناتية. هي عودة أكثر إتقانا من "قول يا قلبي"، فلا تكتفي باستحضار نغمات تلك الحقبة بمزج الوتريات الشرقية مع الأكورديون، بل تستحضر روحها أيضًا، لتثبت مجددًا أنها تمتلك القدرة على تقديم لحظات موسيقية ساحرة بلمسات بسيطة.
لعل البساطة هي كلمة السر، التي تجعل "بلا ولا أي كلام" أفضل إصدارات ماجدة الرومي بالسنوات الأخيرة؛ ففيها نجد أن الكلمات تحمل معان عميقة عن الصمت والإحساس الذي لا يحتاج إلى تفسير. حيث تقول ماجدة "الإحساس لا يحتاج إلى كلام"، وهذا ما تترجمه الأغنية ببساطة لحنها، الذي يمزج بين الحنين والهدوء، ليعكس حالة من التوازن بين الصوت والعاطفة.
أما فيما يتعلق بالكليب، فهو من إخراج رامي أبو منصف، وجاء ليكمل صورة الأغنية، ويضيف إليها بعدًا بصريًا شاعريًا يعزز شاعرية الأغنية. الكليب يجسد ما تقوله الأغنية عن الصمت والإحساس العميق، من خلال استخدام الطبيعة والطيور، والخيول في المشاهد؛ ليكون الكليب بمثابة لغة مرئية تترجم الكلمات بأدق التفاصيل. وما ميز الكليب لم يكن الصورة فقط، بل كان بإضافة بعض الأصوات التي تنقل صمت الطبيعة وصوت الطيور كطبقة صوتية إضافية للأغنية، لتكون فيه أكثر جمالًا من نسخة الأوديو.