حين أخبر آدم بيلبورد عربية في مقابلة حصرية في فبراير عن ألبوم قصير قيد الإعداد، بدا الخبر مفاجئًا بعض الشيء. فالفنان الشاب لم يصدر ألبومًا طويلًا منذ حوالي عشر سنوات، ويكتفي دومًا بأغاني منفردة متتابعة، تنجح كل منها بتحقيق انتشار واسع وأرقام متقاربة، وتحافظ على حضوره المتجدد في حفلات جماهيرية على امتداد العالم العربي.
الألبوم الموعود لم يصدر بعد، لكننا سمعنا قبل أيام أحدث وثاني أغانيه المنفردة لهذا العام بعنوان "يا حلو". وبنفس أسلوبه المعتاد يختار آدم أغنية بلحن وتوزيعات بسيطة، ويعتمد على صوته وإحساسه لإتمام المهمة.
أغنية مكتوبة لـ آدم
يخوض الموزع الموسيقي تيم في هذه الأغنية مغامرة هي الأولى في رحلته في عالم الفن، حيث يؤدي إلى جانب دوره المعتاد في التوزيع دورًا إضافيًا في التلحين وكتابة الكلمات، ليشعرنا أنه قد صنع الأغنية كاملةً وقدّمها جاهزةً لآدم ليضع صوته عليها في أول تعاون بينهما. وقد درس آدم جيدًا، وقدم له أغنية تتشابه في كل عناصرها مع توجهه الفني المعتاد.
من ناحية أخرى يبدو لنا أن آدم قد قرر هذا العام، الابتعاد عن أغاني الحزن والقلب المكسور الذي سمعناها منه عبر السنوات الماضية مثل "في حدا" و"قرار صعب" و"حدا عارف"، وانتقل مع "إنسان ثاني" و"يا حلو" إلى أغاني الحب والغزل. تزخر الأغنية بتعابير العاشق الولهان الذي تغمره دهشة الشعور بالحب: "اه يا قمر / حتى ارتاح و حتى يكون عندك خبر/ حالف انا ما بدي من بعدك بشر/ شكلو انا معلق غرقان".
فيديو كليب الأغنية ينضم لموجة كليبات الذكاء الاصطناعي التي أغرقت السوق فجأة، دون أي توظيف فني أو غاية ومبرر لاستخدام التقنية، سوى حقيقة كونها توفر على الفنانين المبالغ الأكبر التي يتطلبها إنتاج الكليبات ذات العناصر البشرية. لكن حيلة صغيرة تجعل كليب "يا حلو" أفضل من عشرات كليبات الذكاء الاصطناعي الأخرى، وهو ظهور آدم والمودل بجانبه بهيئتهما البشرية، فيما كانت الفريمات والمشاهد العامة هي فقط الاصطناعية.
حكم أولي
لا تحمل الأغنية مغامرة أو تجديد لـ آدم. لكن ذلك لا يهم، طالما أنه يستمر في تقديم ما يبرع به، ويستمر الجمهور بتقبّله منه بل ومطالبته به. في "يا حلو"، لا يحتاج الأمر أكثر من استماعين لنغرق مع آدم وصوته بمشاعر غامرة، نتمنى لو كنا فعلًا نعيشها.
لا يعني آدم في هذه المرحلة أن يطرّز الفن، ولا يبحث عن شطحات خارج أسلوبه المعتاد. هو فقط يبحث عن أغنية جديدة تناسب إحساسه وصوته، ليضيفها لأرشيفه قبل التوجه للحفل القادم، حيث سيقف على المسرح ببذلته السوداء الرسمية المعتادة، ليغني، ويردد الآلاف معه أغانيه التي يحفظونها بقديمها وجديدها، كلمة كلمة.